للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧ - (خ م ط د س) طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنهما - قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من أهل نجد، ثائر الرأس، نَسْمَعُ دَوِيَّ صوته، ولا نَفْقَهُ ما يقولُ، حتى دَنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هو يَسْألُ عن الإسلام؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خَمْسُ صلوات في اليوم واللَّيلة» . فقال: هل عليَّ غيرهن؟ قال: «لا، إلا أن تطَّوَّع» . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وصيامُ رمضانَ» . فقال: هلْ عليَّ غيرُه؟ قال: «لا، إلا أنْ تطوّع» . قال: وذكر له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الزكاةَ، فقال: هل عليّ غيرها؟ قال: «لا، إلا ⦗٢٢٣⦘ أنْ تطوع» . قال: فأدبَرَ الرجلُ، وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقصُ منه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أفْلَحَ إنْ صَدق، أوْ دَخَلَ الجنَّةَ إن صدق» . أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» وأبو داود والنسائيّ (١) .

إلا أن أبا داود والنسائي قالا: «الصدقة» عوضَ «الزكاة» .

وقال أبو داود: «أفلح وأبيه إنْ صَدَق» .

وأخرجه النسائي أيضًا من رواية أخرى: «أنَّ أعرابيّا جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثائر الرأس، فقال: يا رسول الله، أخْبِرْني ماذا فَرضَ اللهُ من الصلاة؟» قال: «الصلوات الخمس، إلا أنْ تطوّع، قال: أخبرني: ماذا فَرضَ الله عليَّ من الصوم؟» فذكرَ الحديث كما سبق.

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

الثائر الرأس: الشعث الشعر، البعيد العهد بالغسل والتسريح والدَّهن.

الدوي (٢) : كصوت النحل وغيره.

نفقه: الفقه: الفهم والعلم، أي: لا يفهم كلامه. ⦗٢٢٤⦘

أفلح وأبيه: كلمة جارية على ألسن العرب، تستعملها كثيرًا في خطابها، وتريد بها: التأكيد، وقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحلف الرجل بأبيه. فيحتمل أن يكون هذا القول منه قبل النهي، ويحتمل أن يكون جرى منه على عادة الكلام الجاري على الألسن، وهو لا يُقْصَد به القسم، كاليمين المعفوِّ عنها من قبيل اللغو، أو أنه أراد به التوكيد، لا اليمين، فإن هذه اللفظةَ تجري في كلام العرب على ضربين: للتعظيم، وللتأكيد، والتعظيمُ هو المنهيُّ عنه، وأمَّا التوكيد فلا، كقوله:

لَعَمْرُ أَبي الوَاشِينَ لا عَمرُ غَيْرِهِمْ ... لَقَدْ كَلَّفَتْني خِطَّةً لا أُرِيدُهَا

فهذا توكيد؛ لأنه لا يَقصدُ أَنْ يُقسِم بأبي الواشِينَ، وهذا في كلامهم كثير.


(١) البخاري في الإيمان: باب الزكاة من الإسلام ١/٩٧، ٩٩، ومسلم فيه: باب بيان الصلوات التي هي أحد أركان الإسلام، رقم ١١، و " الموطأ " في قصر الصلاة في السفر، باب جامع الترغيب في الصلاة ١/١٧٥، وأبو داود في الصلاة في الباب الأول رقم ٣٩١، والنسائي في الصيام: باب وجوب الصيام ٤/١٢١.
(٢) قوله سمع دوي صوته بفتح الدال، وجاء عندنا في البخاري بضم الدال، والأول أصوب، وهو شدة الصوت، وبعده في الهواء.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: رواه عن طلحة بن عبيد الله مالك بن أبي عامر:
١ - أخرجه مالك في الموطأ (١٢٦) ، وأحمد (١/١٦٢) (١٣٩٠) ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، والبخاري (١/١٨، ٣/٢٣٥) ، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، ومسلم (١/٣١) ، قال: حدثنا قُتيبة ابن سعيد بن جَميل بن طَريف بن عبد الله الثقفي، وأبو داود (٣٩١) ، قال: حدثنا عبد الله بن مَسْلَمَة، والنسائي (١/٢٢٦) ، وفي الكبرى (٣١١) ، قال: أخبرنا قُتيبة بن سعيد، وفي (٨/١١٨) ، قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن القاسم خمستهم (عبد الرحمن بن مهدي، وإسماعيل بن عَبد الله، وقُتيبة، وعَبد الله بن مَسْلمة، وعبد الرحمن بن القاسم) عن مالك بن أنس.
٢ - وأخرجه الدارمي (١٥٨٦) ، قال: أخبرنا يحيى بن حسان، والبخاري (٣/٣٠) ، (٩/٢٩) ، قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد، ومسلم (١/٣٢) ، قال: حدثني يحيى بن أيوب، وقُتيبة بن سعيد، وأبو داود (٣٩٢) ، (٣٢٥٢) ، قال: حدثنا سليمان بن داود العتكي. والنسائي (٤/١٢٠) ، قال: أخبرنا علي بن حُجر، وابن خُزيمة (٣٠٦) ، قال: حدثنا علي بن حُجر. خمستهم - يحيى بن حسان، وقُتيبة بن سعيد، ويحيى بن أيوب، وسليمان بن داود، وعلي بن حُجر - عن إسماعيل بن جعفر.
كلاهما - مالك، وإسماعيل بن جعفر - عن أبي سُهيل نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، عن أبيه، فذكره.
قلت: ولفظة: «أفلح وأبيه» لم يخرجها إلا أبو داود، وظني أنها شاذة، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>