للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٠٨١ - (د) الأقرع - مؤذن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: بَعَثني عمرُ إلى الأسقُفِّ بإيلياءَ، فَدَعَوْتُهُ، فقالَ له عمر: هل تَجِدُني في الكتابِ؟ قال: نعم، قال: كَيفَ تَجِدُني؟ قال: أَجِدُكَ قَرْناً، فَرَفَعَ عليهِ الدِّرَّةَ، وقال: قَرْنَ مَهْ؟ قال: قَرنٌ حَدِيدٌ، أمِينٌ شديدٌ، قال: فكيف تَجدُ الَّذي بعْدي؟ قال: أجِدُهُ خَليفة صَالِحاً، غَيْرَ أَنَّهُ يؤثِرُ قَرَابَتَهُ، قال عمرُ: يَرْحَمُ اللهُ عثمان - ثلاثاً - قال: كيف تَجِدُ الذي بَعدَهُ؟ قال: أَجِدُهُ ⦗١١١⦘ صَدأ حَديدٍ، فَرَفَعَ عُمرُ يَدَهُ على رَأسِهِ، وقال: يا دَفْرَاهُ، يا دَفْرَاهُ، فقال: يا أميرَ المؤمنين، إنَّهُ خَلِيفَةٌ صالحٌ، لكنهُ يُستخلَفُ حِينَ يُستخلَف والسَّيفُ مَسْلُولٌ، والدَّمُ مُهْراق. أخرجه أبو داود (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(قرن مه) : الهاء في مه هاء السكت، أي: قرن أي شيء، وأراد بالقرن: الحصن، وجمعه قرون.

(صدأ حديد) : الصدأ: ما يعلو الحديد، وهو معروف، والمراد دوام لبس الدروع لاتصال الحروب في زمانه، والمعني به: علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويروى صدع حديد بالعين، ويكون بدلاً من الهمزة، والمعنى واحد، وقيل: الصدع: الوعل الذي ليس بالغليظ ولا بالدقيق، وإنما وصف بذلك لاجتماع القوة فيه والخفة، وقد يوصف به الرجل، شبهه في خفته في الحروب، ونهضته إلى صعاب الأمور، حتى يفضي إليه الأمر: بالوعل، لتوقله في رؤوس الجبال، وجعله من حديد: مبالغة في وصفه ⦗١١٢⦘ بالشدة والبأس، والصبر على الشدائد، ومن رواه بالهمزة، فعلى هذا التأويل: يكون قد أبدلها من العين، والمراد من المعنيين: ما حدث في أيام علي بن أبي طالب من الفتن ومحاربة المسلمين، وملابسة الأمور المشكلة، والخطوب المعضلة، ولذلك قال عمر رضي الله عنه في آخر الحديث: «يا دفراه» والدفر: النتن، تضجراً من ذلك واستفحاشاً له.


(١) رقم (٤٦٥٦) في السنة، باب في الخلفاء، وفي إسناده سعيد إياس الجريري، وهو ثقة لكنه اختلط قبل موته بثلاث سنين، وهذا الحديث ليس عند المنذري، لأنه ليس من رواية اللؤلؤي وإنما هو من رواية أبي بكر بن داسة، ولذا ذكره الخطابي في " معالم السنن "، وعزاه المزي في الأطراف لأبي داود وقال: ولم يذكره أبو القاسم الدمشقي.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (٤٦٥٦) قال: ثنا حفص بن عمر أبو عمر الضرير، ثنا حماد بن سلمة أن سعيد ابن إياس الجريري أخبرهم، عن عبد الله بن شقيق العقيلي، عن الأقرع، فذكره.
قلت: حماد بن سلمة إمام له أوهام، أخرج له مسلم في «الصحيح» عن ثابت، وعن غيره في المتابعات، وهو هنا يروي عن غيره، وشيخه الجريري اختلط، لكن سمع منه حماد قبل الاختلاط.

<<  <  ج: ص:  >  >>