للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٦٧٧ - (د س) مسلم بن ثَفنة - أو ابن شعبة (١) - اليشكري - رحمه الله -: قال: «استعمل نافع بن علقمة أَبي على عِرَافَةِ قومه، فأمره: أَن يُصَدِّقَهم، قال: فبعثني أبي في طائفة منهم، فأَتيتُ شيخاً كبيراً، يقال له: سَعْرُ بن دَيْسم، ⦗٥٩٩⦘ فقلت: إِن أَبي بعثني إليك - يعني لأصدِّقَك - قال: ابنَ أخي، وأَيَّ نحوٍ تَأخذون؟ فقلت: نَختار، حتى إِنا نَشْبُرُ (٢) ضروع الغنم، قال ابنَ أخي: فإني مُحَدِّثُك أني كنت في شِعْبٍ من هذه الشِّعَابِ، على عهد رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في غَنم لي، قال: فجاءني رجلان على بعير، فقالا لي: إنا رسولا رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- إليك، لِتُؤدِّيَ صدقة غنمك، فقلت: ما عليَّ فيها؟ فقالا: شاة، فَعَمَدْتُ إِلى شاةٍ قد عرفتُ مكانَها، مُمتَلِئَة مَحْضاً وشَحْماً، فَأَخرجتُها إِليهما، فقالا: هذه شاةُ الشافع، وقد نهانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أَن نأخذ شافعاً، قلت: فأيَّ شيءٍ تأخذان؟ قالا: عَناقاً: جذَعة أو ثَنِيَّة، قال: فعَمَدْتُ إِلى عَنَاقٍ مُعتاطٍ - والمعتاط: التي لم تلد ولداً، وقد حَانَ وِلادُها - فأخرجتها إليهما، فقالا: ناوِلنَاها، فجعلاها معهما على بعيرهما، ثم انطلقا» . هذه رواية أَبي داود. وله في أخرى بهذا الحديث، وقال فيه: «والشافع: التي في بطنها ولد» .

وفي رواية النسائي مثله، إلى قوله: «محضاً وشحماً» ثم قال: «فأخرجتها إليهما، فقالا: هذه الشافع الحائل، وقد نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن نأخذ شافعاً، فَعَمَدْتُ إِلى عناق معتاط، والمعتاط: التي لم تلد ولداً، وقد حان وِلادُها ... وذكر الباقي مثله» .

وفي أخرى له: «أن علقمة استعمل أَباه على صدقة قومه ... وساق ⦗٦٠٠⦘ الحديث» (٣) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(محضاً) : المحض: اللبن [الخالص] .

(الشافع) : شاة شافع: معها ولدها. وقوله: «شاة الشافع» بالإضافة، هو من باب إضافة الموصوف إلى الصفة، كقولهم: صلاة الأولى، ومسجد الجامع، يريدون صلاة الساعة الأولى، ومسجد الموضع الجامع.

(عناقاً) : العناق: الأنثى من ولد المعز، والجذعة منه: ما تمت لها سنة، والثنية: ما تمت لها سنتان.

(معتاط) : المعتاط: العائط، وهي التي لم تحمل، يقال: عاطت واعتاطت، قال الأزهري: إذا لم تحمل الناقة أول سنة يطرقها الفحل فهي عائط، فإذا لم تحمل السنة المقبلة أيضاً فهي عائط. [يقال] : عيط وعوط وعوطط، وتعوطت: إذا حمل عليها الفحل فلم تحمل، ويقال للناقة التي لم تحمل سنوات من غير عقر: اعتاطت، قال: وربما كان اعتياطها من قبل شحمها، والذي قد جاء في لفظ الحديث، قال: «إن المعتاط: التي لم تلد، وقد ⦗٦٠١⦘ حان ولادها» هكذا أخرجه أبو داود والنسائي، وهذا بخلاف ما سبق تفسيره في اللغة، اللهم إلا أن يقال: إن المراد بقوله: «التي لم تلد» وقد حان ولادها: «أنها لم تحمل» ، وقد حان أن تحمل، وفيه بُعْد، لا بل إحالة، فإنه من أين يعلم أنها قد حان أن تحمل، إلا أن يكون من حيث معرفة السن، وأنها قد كانت صغيرة لا يحمل مثلها، وأنها قد قاربت السن التي يحمل مثلها فيها، فيكون قد سمي الحمل بالولادة، وفيه تعسف وبعد، والله أعلم.

(الحائل) : التي مر عليها زمن الحمل ولم تحمل، يقال: حالت الناقة والشاة حِيَالاً، فهي حائل، وذلك إذا طرقها الفحل فلم تحمل.


(١) والأصح أنه ابن شعبة، ويقال له: البكري.
(٢) أي: نمسح بالشبر، وفي بعض النسخ: نسبر، أي تختبر، ونعتبر، وننظر، وفي بعضها: نبين أو نتبين، من البيان، أي: نقدر.
(٣) رواه أبو داود رقم (١٥٨١) في الزكاة، باب زكاة السائمة والنسائي ٥ / ٣٢ في الزكاة، باب إعطاء السيد المال بغير اختيار المصدق، وفي سنده مسلم بن ثفنة، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولكن يشهد له من جهة المعنى الحديث الذي قبله، فهو به حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (٣/٤١٤) قال: حدثنا وكيع. وفي (٣/٤١٥) قال: حدثنا روح. وأبو داود (١٥٨١) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا وكيع. وفي (١٥٨٢) قال: حدثنا محمد بن يونس النسائي. قال: حدثنا روح. والنسائي (٥/٣٢) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك. قال: حدثنا وكيع. وفي (٥/٣٣) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله. قال: حدثنا روح.
كلاهما - وكيع، وروح - قالا: حدثنا زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن أبي سفيان، عن مسلم بن شعبة، فذكره.
(*) في رواية وكيع: «مسلم بن ثفنة» .
(*) قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: كذا قال وكيع «مسلم بن ثفنة» صحف. وقال روح: ابن شعبة، وهو الصواب. وقال أبي: وقال بشر بن السري: لا إله إلا الله، هو ذا، ولده ها هنا، يعني «مسلم بن شعبة» .
(*) وقال أبو داود: رواه أبو عاصم، عن زكريا، قال أيضا: مسلم بن شعبة. كما قال روح.
(*) وقال النسائي: لا نعلم أحدا تابع وكيعا في قوله: «ابن ثفنة» «تحفة الأشراف» (١١/١٥٥٧٩) .
تحرف في المطبوع من مسند أحمد (٣/٤١٤) إلى زكريا بن أبي إسحاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>