(٢) للعلماء في المراد باللغو هاهنا خمسة أقوال: أحدها: أن يحلف على الشيء يظن أنه كما حلف، ثم يتبين له أنه بخلافه، وإلى هذا المعنى ذهب أبو هريرة وابن عباس والحسن وعطاء والشعبي وابن جبير ومجاهد وقتادة والسدي عن أشياخه، ومالك ومقاتل. والثاني: أنه قول الرجل: لا والله، وبلى والله من غير قصد لعقد اليمين، وهو قول عائشة وطاوس وعروة والنخعي والشافعي. والثالث: أنه يمين الرجل وهو غضبان، رواه طاوس عن ابن عباس. والرابع: أنه حلف الرجل على معصية فليحنث وليكفر ولا إثم عليه قاله سعيد بن جبير. والخامس: أن يحلف الرجل على شيء ثم ينساه، قاله النخعي. انظر زاد المسير ١/٢٥٤، ٢٥٥ لابن الجوزي بتحقيقي مع الأستاذ شعيب الأرنؤوط. (٣) الحديث أخرجه البخاري في " صحيحه " ١/٦٧ في الإيمان: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أنا أعلمكم بالله ". وهو من غرائب الصحيح لا يعرف إلا من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. قال الحافظ في " الفتح " وفي هذا الحديث فوائد. الأولى: أن الأعمال الصالحة ترقي صاحبها إلى المراتب السنية من رفع الدرجات ومحو الخطيئات، لأنه صلى الله عليه وسلم لم ينكر عليهم استدلالهم، ولا تعليلهم من هذه الجهة، بل من الجهة الأخرى. الثانية: أن العبد إذا بلغ الغاية في العبادة وثمراتها، كان ذلك أدعى له إلى المواظبة عليها استبقاء للنعمة، واستزادة لها بالشكر عليها. الثالثة: الوقوف عند ما حدد الشارع من عزيمة ورخصة، واعتقاد أن الأخذ بالأرفق الموافق للشرع أولى من الأشق المخالف له. الرابعة: أن الأولى من العبادة القصد والملازمة لا المبالغة المفضية إلى الترك. الخامسة: التنبيه على شدة رغبة الصحابة في العبادة وطلبهم الازدياد من الخير. السادسة: مشروعية الغضب عند مخالفة الأمر الشرعي، والإنكار على الحاذق المتأهل لفهم المعنى إذا قصر في الفهم تحريضاً له على التيقظ. السابعة: جواز تحدث المرء بما فيه الفضل بحسب الحاجة لذلك عند الأمن من المباهاة والتعاظم. الثامنة: بيان أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم رتبة الكمال الإنساني، لأنه منحصر في الحكمتين العلمية والعملية، وقد أشار إلى الأولى بقوله: " أعلمكم " وإلى الثانية بقوله: " أتقاكم ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: - رواه عن عائشة عروة -: أخرجه أحمد (٦/٦٨) ، وأبو داود (١٣٦٩) قال: حدثنا عبيد الله بن سعد، كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم ابن سعد، قال: حدثني أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. - ورواه عن عائشة يحيى بن يعمر: أخرجه أحمد (٦/١٠٦) . - ورواه عن عائشة: أبو فاختة: أخرجه أحمد (٦/١٠٦) بألفاظ متقاربة.