للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٩ - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَنْ يُدْخِلَ أحدًا منكم عَمَلُه الجَنَّةَ» . قالوا: ولا أنتَ؟ قال: «ولا أنا، إلا أنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللهُ بِفَضلٍ ورَحْمَةٍ (١) » . هذا للبخاري - وزاد مسلم «ولكن سَدِّدُوا» . في بعض طُرقه -. ⦗٣٠٨⦘ وفي أخرى لمسلم. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قاربوا وسدِّدُوا، واْعْلَمُوا أنهُ لن يُنجِيَ أحدًا منكم عملُهُ» . قالوا: ولا أنت؟ قال: «ولا أنا، إلا أن يَتَغَمَّدَنِيَ اللهُ برحمَةٍ منه وفَضل» .

وللبخاري مثلُها، إلى قوله «برحمةٍ» وزادَ «سَدِّدُوا وقاربُوا، واغْدُوا ورُوحُوا، وشيئًا من الدُّلْجةِ، والقَصْدَ القَصْدَ تبلُغُوا» .

وفي أخرى للبخاري وللنسائي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ هذا الدِّين يُسْرٌ، ولنْ يُشادَّ الدِّينَ أحدٌ إلا غَلَبَه، فَسَدِّدُوا وقاربوا، وأبْشِرُوا، واسْتَعِينُوا بالغُدوةِ والرَّوْحَة، وشيءٍ من الدُّلْجةِ (٢) » .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

واغدوا: الغُدُوُّ: الخروج بكرة. ⦗٣٠٩⦘

وروحوا: الرَّواح: العود عَشيّاً، والمراد: اعملوا أطراف النهار وَقْتًا وَقْتًا.

الدُّلجةُ: سير الليل، والمراد به العمل في الليل، وقوله: «وشيئًا من الدُّلجة» إشارة إلى تقليله.

والقَصد: العدل في الفعل والقول، والوسط بين الطرفين.

يشاد: المشادَّة: مفاعلة من الشدة، أي: لن يغالب، ولن يقاوي أحدٌ الدين إلا غلبه.


(١) وقد أجاب ابن الجوزي رحمه الله، كما نقله ابن حجر في " الفتح " ١١/٢٥٣ عن الجمع بين هذا الحديث وقوله تعالى: {وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون} ، بأربعة أجوبة:
الأول: أن التوفيق للعمل من رحمة الله ولولا رحمة الله السابقة ما حصل الإيمان ولا الطاعة التي يحصل بها النجاة.
الثاني: أن منافع العبد لسيده، فعمله مستحق لمولاه، فمهما أنعم عليه من الجزاء فهو من فضله. ⦗٣٠٨⦘
الثالث: جاء في بعض الأحاديث أن نفس دخول الجنة برحمة الله، واقتسام الدرجات بالأعمال.
الرابع: أن أعمال الطاعات كانت في زمن يسير، والثواب لا ينفد، فالإنعام الذي لا ينفد في جزاء ما ينفد بالفضل لا بمقابلة الأعمال.
وقال ابن القيم في مفتاح دار السعادة: الباء المقتضية للدخول غير الباء النافية، فالأولى السببية الدالة على أن الأعمال سبب الدخول المقتضية له كاقتضاء سائر الأسباب لمسبباتها، والثانية باء المعاوضة نحو اشتريت منه بكذا، فأخبر أن دخول الجنة ليس في مقابلة عمل أحد، وأنه لولا رحمة الله لعبده لما أدخله الجنة، لأن العمل بمجرده ولو تناهى لا يوجب بمجرده دخول الجنة، ولا أن يكون عوضاً لها لأنه ولو وقع على الوجه الذي يحبه الله لا يقاوم نعمة الله، بل جميع العمل لا يوازي نعمة واحدة، فتبقى سائر نعمه مقتضية لشكرها وهو لم يوفها حق شكرها.
(٢) البخاري في المرضى ١٠/١٠٩، باب تمني المريض الموت، وفي الرقاق ١١/٢٥٢، ٢٥٤، باب القصد والمداومة على العمل، ومسلم رقم (٢٨١٦) في صفات المنافقين، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله، والنسائي ٨/١٢١، ١٢٢ في الإيمان، باب الدين يسر.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: رواه عن أبي هريرة أبو صالح:
أخرجه أحمد (٢/٣٤٣) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا خالد بن عبد الله، عن سُهيل، وفي (٢/٤٦٦) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا أبو بكر عن أبي حَصين. وفي (٢/٤٩٥) قال: حدثنا ابن نُمير، عن الأعمش. (ح) ويعلى. قال: حدثنا الأعمش. وفي (٣/٣٦٢) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد العزيز ابن مسلم. قال: حدثنا سُليمان الأعمش. ومسلم (٨/١٤٠) ، قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير، عن سهيل. وفي (٨/١٤٠) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير. قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش. وفي (٨/١٤٠) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش. وفي (٨/١٤١) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شَيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وابن ماجة (٤٢٠١) قال: حدثنا عبد الله بن عامر بن زُرَارة وإسماعيل بن موسى. قالا: حدثنا شريك بن عبد الله، عن الأعمش.
ثلاثتهم - سُهيل، وأبو حَصين عثمان بن عاصم، والأعمش- عن أبي صالح، فذكره.
- ورواه أيضًا عنه أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف:
أخرجه أحمد (٢/٢٦٤) ، والبخاري (٧/١٥٧) ، ومسلم (٨/١٤٠) .
- ورواه عنه أيضًا بسر بن سعيد:
أخرجه أحمد (٢/٤٥١) ، ومسلم (٨/١٣٩) .
- ورواه عنه أيضًا سعيد المقبري:
أخرجه أحمد (٢/٥١٤) ، والبخاري في الأدب المفرد (٤٦١) .
- ورواه عنه أيضًا ابن سيرين:
أخرجه أحمد (٢/٢٣٥) ، ومسلم (٨/١٤٠) .
- ورواه عنه أيضًا عبد الرحمن بن أبي عمرة:
رواه أحمد (٢/٤٨٢) .
قلت: ومن الرواة أبي سلمة، وأبي زياد الطحان، ومحمد بن زياد، وهمام.

<<  <  ج: ص:  >  >>