للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٦٣ - (د س) شريح بن هانئ - رضي الله عنه - عن أبيه قال: لما وَفَدَ بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة مع قومِهِ، سمِعَهُمْ يُكَنُّونَهُ بأبي الحكم، فدعاه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: «إنَّ الله هو الحكَمُ (١) ، وإليه الحُكْمُ، فلم تُكْنَى أبا الحَكَم؟» فقال: إنَّ قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني، فحكمتُ بينهم، فرَضِيَ كلا الفريقَيْنِ بحكمي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما أحسَنَ هذا؛ فما لكَ من الوُلْدِ؟» قال:لي شُرَيح، ومسلم وعبد الله، قال: «فمن أكبرُهم؟» قال: قلتُ: شريح، قال: «فأنت أبو شريح» . أخرجه أبو داود والنسائي (٢) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

الحكَم: إنما كره الحكم؛ لأن الحكم: الحاكم، ولا حكم إلا لله تعالى.


(١) قوله " إن الله هو الحكم " عرف الخبر، وأتى بضمير الفصل، فدل على الحصر، وأن هذا الوصف مختص به سبحانه لا يتجاوزه إلى غيره، أي منه الحكم وإليه ينتهي الحكم. قال في " شرح السنة ": الحكم: هو الحاكم الذي إذا حكم لا يرد حكمه، وهذه الصفة لا تليق بغير الله تعالى، ومن أسمائه " الحكم " ولما لم يطابق جواب أبي شريح هذا المعنى، قال له صلى الله عليه وسلم على ألطف وجه رداً على ذلك: " ما أحسن هذا " لكن أين ذلك من هذا؟ فأعدل منه إلى ما هو أليق بحالك، من التكني بالأبناء. وهو من باب التنبيه إلى ما هو أولى به.
والكنى على أنواع: تطلق تارة على قصد التعظيم والتوصيف، كأبي الفضل وأبي المعالي وأبي الحكم وللنسبة إلى الأولاد، كأبي سلمة وأبي شريح، وإلى ما يلابسه، كأبي هريرة فإنه رئي ومعه هرة، وأبي تراب لعلي، لأنه نام على باب المسجد فتغير بالتراب. وللعلمية الصرفة، كأبي بكر وأبي عمر.
(٢) أبو داود رقم (٤٩٥٥) في الأدب، باب تغيير الاسم القبيح، والنسائي ٨ / ٢٢٦ و ٢٢٧ في آداب القضاة: باب إذا حكموا رجلاً فقضى بينهم، وإسناده صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٨١١) ، وخلق أفعال العباد (٣٣) . قال: حدثنا أحمد بن يعقوب. وأبو داود (٤٩٥٥) قال: حدثنا الربيع بن نافع. والنسائي (٨/٢٢٦) قال: أخبرنا قتيبة.
ثلاثتهم - أحمد بن يعقوب، والربيع، وقتيبة - عن يزيد بن المقدام بن شريح بن هانيء الحارثي، عن أبيه المقدام، عن شريح بن هانيء، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>