للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فمن هؤلاء المتأخرين من جمع بين كتب الأولين بنوع من التصرف والاختصار، كما فعله أبو بكر أحمد بن محمد البرقاني (١) ، وأبو مسعود إبراهيم ين محمد بن عبيد الدمشقي (٢) ، واقتفى أثرهما أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي (٣) . فإنهم جمعوا بين كتابي البخاري ومسلم، ورتبوا كتبهم على المسانيد، دون الأبواب، كما سبق ذكره.

وتلاهم آخراً أبو الحسن رزين بن معاوية العبدري السرقسطي (٤) ، فجمع بين كتب البخاري ومسلم و «الموطأ» لمالك، و «جامع أبي عيسى الترمذي» ، و «سنن أبي داود السجستاني» ، و «سنن أبي عبد الرحمن النسائي» - رحمة الله عليهم -

.ورتب كتابه على الأبواب دون المسانيد،


(١) هو الحافظ شيخ الفقهاء والمحدثين أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي البرقاني شيخ بغداد، قال الخطيب: كان ثقة ورعاً ثبتاً لم نر في شيوخنا أثبت منه، عارفاً بالفقه، له حظ من علم العربية كثير، صنف مسنداً ضمنه ما اشتمل عليه صحيح البخاري ومسلم، مات سنة ٤٢٥ هـ.
(٢) هو إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي الحافظ مصنف كتاب " الأطراف " وأحد من برز في هذا العلم. قال الخطيب: سافر الكثير وكتب ببغداد عن أصحاب أبي سعيد الحراني وبالبصرة والأهواز وواسط وخراسان وأصبهان، وكان له عناية بالصحيحين، كان صدوقاً دينا ورعاً فهماً، مات سنة إحدى وأربعمئة.
(٣) هو الحافظ الثبت الإمام أبو عبد الله محمد بي أبي نصر الأزدي الحميدي الاندلسي الظاهري. قال ابن ماكولا: لم أر مثل صديقنا الحميدي في نزاهته وعفته وورعه وتشاغله بالعلم. كان ورعاً ثقة إماماً في الحديث وعلله ورواته، متحققاً في علم التحقيق والأصول على مذهب أصحاب الحديث، له عدة مؤلفات منها " جذوة المقتبس " و " الجمع بين الصحيحين " رحمه الله توفي سنة ٤٨٨ هـ.
(٤) هو أبو الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري السرقسطي الأندلسي جاور بمكة زمناً طويلاً وتوفي بها سنة ٥٣٥ هـ، واسم كتابه " التجريد للصحاح الستة ".

<<  <  ج: ص:  >  >>