للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٠٩٩ - (م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا جلس أحدُكم على حاجته فلا يستقبل القبلة ولا يستدبِرْها» أخرجه مسلم. ⦗١٢٢⦘

وفي رواية أبي داود والنسائي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنما [أنا] لكم بمَنْزِلة الوالد، أُعَلِّمُكم، فإذا أتى أحدُكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرْها، ولا يَستَطِبْ بيمينه، وكان يأمرُ بثلاثة أحجار، وينهى عن الرَّوْثِ والرّمَّةِ» (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(يَسْتَطِب) الاستطابة: الاستنجاء، لأن الرجل يُطَيِّب نفسه بالاستنجاء من الخَبَث، و «الاستنجاء» إزالة أثر النَّجْوة - وهو الغائط - عن بدنه، وأصله في اللغة: الذهاب إلى النجوة من الأرض لقضاء الحاجة، وهو الموضع المرتفع من الأرض، وكانوا يستترون به إذا قعدوا لقضاء الحاجة، فكَنوا بها عن الحدث، كما كنوا عنه بالغائط، وهو المطمئن من الأرض، وبالبراز، وهو الفسيح من الأرض.

(الرّمَّة) الرّمَّة: العظم البالي، و «الرَّوْث» الغائط.

قال الخطابي: واستثناؤه الرَّوْث والرّمَّة مخصصاً: يدل على أن أعيان الحجارة غير مختصة بالاستنجاء دون غيرها، لأن تخصيص الرَّوث والرّمَّة بالاستثناء يدل على دخول ما عداهما في حكم الحجارة، وإنما ذكر الحجارة، لأنها كانت أكثر الأشياء وجوداً مما يستنجى به. ⦗١٢٣⦘

(سباطة) السباطة: الكناسة والزبالة، قال الخطابي: سبب بوله قائماً إما مرض اضطره إليه، كما قد روي «أنه - صلى الله عليه وسلم- بال قائماً من وجع كان بمأبِضيه» . والمأبِض: باطن الركبة، وقيل: للتداوي من وجع الصلب، فإنهم كانوا يتداوون بذلك من وجع أصلابهم، أو أن المكان اضطرَّه إليه، لأنه لم يجد للقعود سبيلاً (٢) وفيه أن مدافعة البول مكروهة، لأنه - صلى الله عليه وسلم- «بال قائماً في السباطة» ولم يؤخر ذلك، وأما إدناؤه [حذيفة] إليه مع إبعاده عند الحاجة، فلأن السباطة إنما تكون في أفنية الناس، ولا تخلو من المار، فأدناه إليه ليستتر به.


(١) رواه مسلم رقم (٢٦٥) في الطهارة، باب الاستطابة، وأبو داود رقم (٨) في الطهارة، باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة، والنسائي ١ / ٣٨ في الطهارة، باب النهي عن الاستطابة بالروث.
(٢) لا حاجة إلى هذه التأويلات، فإنه قد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم بال قائماً وقاعداً، ولا نهي في ذلك.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
١-أخرجه الحميدي (٩٨٨) . وأحمد (٢/٢٤٧) . قالا: حدثنا سفيان وفي (٢/٢٥٠) قال أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد والدارمي (٦٨٠) قال: حدثنا زكريا بن عدي، قال: حدثنا ابن المبارك، وأبو داود (٨) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا ابن المبارك. وابن ماجة (٣١٢) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن وعبد الله بن رجاء المكي. وفي (٣١٣) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة. والنسائي (١/٣٨) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد، وابن خزيمة (٨٠) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
خمستهم - سفيان، ويحيى بن سعيد، وابن المبارك، والمغيرة بن عبد الرحمن، وعبد الله بن رجاء - عن محمد بن عجلان.
٢-وأخرجه مسلم (١/١٥٤) قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش، قال: حدثنا عمر بن عبد الوهاب، قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع، قال: حدثنا روح، عن سهيل.
كلاهما - محمد بن عجلان، وسهيل - عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، فذكره.
(*) رواية سهيل مختصرة على: «إذا جلس أحدكم على حاجته، فلا يستقبل القبلة، ولا يستدبرها» .
(*) رواية ابن ماجة (٣١٢) مختصرة على: «إذا استطاب أحدكم، فلا يستطب بيمينه، ليستنج بشماله» .

<<  <  ج: ص:  >  >>