للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦١٩٥ - (م س) عائشة - رضي الله عنها - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج من عندها ليلاً، قالت: فَغِرْتُ عَلَيْهِ، فجاءَ فرأَى ما أصنع، فقال: ما لَكِ يا عائشة، أغِرْت عليَّ؟ فقلت: وما لي لا يغارُ مثلي على مِثْلِكَ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أقد جاءكِ شَيْطَانُكِ؟ قالت: يا رسولَ الله أوَ مَعِيَ شيطان؟ قال: نعم، [قلتُ: ومع كلِّ إنسان؟ قال: نعم] ، قلتُ: ومعكَ يا رسول الله؟ قال: نعم، ولكنْ أعانني الله عليه حتى أسلَمُ» (١) . ⦗٤٣٥⦘ أخرجه مسلم، وأخرجه النسائي أخصر من هذا (٢) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(ولكن الله أعانني عليه حتى أسْلَم) قوله: ولكن الله أعانني عليه حتى أسلم، أي: انْقَاد وأذْعَن، وصار طَوْعي، فلا يكاد يعرض لي بما لا أريده، فأنا أقوى عليه، وليس من الإسلام الذي هو بمعنى الإيمان.


(١) قال النووي في " شرح مسلم ": فأسلم: برفع الميم وفتحها، وهما روايتان مشهورتان، فمن رفع قال: معناه: أسلم أنا من شره وفتنته، ومن فتح قال: إن القرين أسلم من الإسلام، وصار مؤمناً لا يأمرني إلا بخير، واختلفوا في الأرجح منهما، فقال الخطابي: الصحيح المختار الرفع، ورجح القاضي عياض الفتح، وهو المختار لقوله: فلا يأمرني إلا بخير، قال النووي: قال القاضي عياض: واعلم أن الأمة مجتمعة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان في جسمه وخاطره ولسانه، وفي هذا الحديث إشارة إلى التحذير من فتنة القرين ووسوسته، وإغوائه، فأعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الإمكان.
(٢) رواه مسلم رقم (٢٨١٥) في المنافقين، باب تحريش الشيطان، والنسائي ٧ / ٧٢ في عشرة النساء، باب الغيرة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه في حرف الدال، كتاب الدعاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>