للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٢٥ - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «نَحْنُ أَحَقُّ بالشَّكِّ (١) من إبراهيم إذ قال: {رَبِّ أَرِنِي كيف تُحْيِي الموتَى قال أَوَلَم تُؤْمِنْ قال بَلى ولكِن لِيَطْمَئِنَّ قَلبِي} وَيَرْحَمُ اللهُ لُوطاً، لقد كان يأوي إلى رُكْنٍ شديدٍ، ولو لَبِثْتُ في السِّجْنِ طول ما لَبِثَ يوسفُ، لأَجَبتُ الدَّاعيَ» .

هذه رواية البخاري ومسلم.

وفي رواية الترمذي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الكَرِيمَ بْنَ الكَريم بْنَ الكَريمِ: يوسف بنُ يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، ولو لبِثتُ في السِّجْنِ ما لبِثَ، ثم جاءني الرسولُ: أجبتُ» ، ثم قرأَ « {فَلَمَّا جاءهُ الرَّسُولُ ⦗٥٥⦘ قال ارجِعْ إلى ربك فاسأله ما بالُ النِّسْوَةِ اللَّاتي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} [يوسف: ٥٠] قال: ورحمة الله على لوطٍ، إنْ كان ليأوي إلى ركْنٍ شديدٍ فما بعثَ الله من بَعْدِهِ نبيّاً إلا في ثَرْوةٍ من قومِهِ» (٢) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(نحن أحق بالشك من إبراهيم) لما نزلت {رَبِّ أرِنِي كَيْفَ تُحيِي الموْتَى} [البقرة: ٢٦٠] قال بعض من سمعها: شك إبراهيم عليه السلام: ولم يشك نبينا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: تواضعاً منه وتقديماً لإبراهيم على نفسه، «نحن أحق بالشك منه» والمعنى: إننا لم نشك ونحن دونه فكيف يشك هو؟.


(١) قال الحافظ في " الفتح " ٦ / ٢٩٤، ٢٩٥: اختلفوا في معنى قوله صلى الله عليه وسلم " نحن أحق بالشك " فقال بعضهم: معناه: نحن أشد اشتياقاً إلى رؤية ذلك من إبراهيم، وقيل: معناه: إذا لم نشك نحن، فإبراهيم أولى أن لا يشك، أي: لو كان الشك متطرقاً إلى الأنبياء لكنت أنا أحق به منهم، وقد علمتم أني لم أشك، فاعلموا أنه لم يشك، وإنما قال ذلك تواضعاً منه، أو من قبل أن يعلمه الله بأنه أفضل من إبراهيم، وهو كقوله في حديث أنس عند مسلم " أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا خير البرية، قال: ذاك إبراهيم "، وقيل: إن سبب هذا الحديث: أن الآية لما نزلت قال بعض الناس " شك إبراهيم ولم يشك نبينا " فبلغه ذلك، فقال: " نحن أحق بالشك من إبراهيم " أراد: ما جرت به العادة في المخاطبة لمن أراد أن يدفع عن آخر شيئاً. قال: مهما أردت أن تقوله لفلان فقله لي، ومقصوده: لا تقل ذلك.
(٢) البخاري في الأنبياء ٦ /٢٩٣، ٢٩٥، باب قوله عز وجل {ونبئهم عن ضيف إبراهيم} ، وباب {ولوطاً إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون} ، وباب قوله تعالى {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ، وفي التفسير، باب {وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى} ، وتفسير سورة يوسف، باب {فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك} وفي التعبير، باب رؤيا أهل السجون والفساد والشرك، ومسلم رقم (١٥١) في الإيمان، باب زيادة طمأنينة القلب، ورقم (١٥١) في الفضائل، باب فضائل إبراهيم الخليل عليه السلام، والترمذي رقم (٣١١٥) في التفسير، باب ومن سورة يوسف.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في التفسير (٢: ٤٦: ١) وفي أحاديث الأنبياء (١٢: ١) عن أحمد بن صالح عن ابن وهب - وفي التفسير أيضا (١٢: ٥:١) عن سعيد بن تليد عن عبد الرحمن بن القاسم عن بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث - كلاهما عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة (ح ١٥٣١٣) كلاهما عن أبي هريرة به (مسلم) في الإيمان (٦٨: ١) وفي الفضائل (٣: ٩٧) عن حرملة بن يحيى- (وابن ماجة) في الفتن (٣٣: ٤) عن حرملة بن يحيى - ويونس ابن عبد الأعلى - كلاهما عن ابن وهب عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. الأشراف (١٠/٦٣/١٣٣٢٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>