للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧١٧٨ - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تَضَمَّن الله لمن خرج في سبيله - لا يُخْرجه إلا جهاداً في سبيلي، وإيماناً بي، وتصديقاً برسُلي (١) - فهو عليَّ ضامن أنْ أدْخِلَهُ الجنة، أو أرْجِعَهُ إلى مسكنه الذي خرج منه، نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفسُ محمد بيده، ما مِنْ كَلْم يُكلَمُ في سبيل الله، إلا جاء يومَ القيامةِ كهيئتِه حين كلم، لونُه لونُ دَم، ورِيحُهُ رِيحُ مِسك، والذي نفس محمد بيده، لولا أن يَشُقَّ على المسلمين ما قَعَدْتُ خِلافَ سَرِيّة تغزو في سبيل الله أبداً، ولكنْ لا أجدُ سَعَة فأحملهم، ولا يجدون سَعَة، ويَشُقُّ عليهم أن يتخَلَّفوا عني، والذي نفس محمد بيده، لودِدْتُ أن أغزوَ في سبيل الله، فأُقْتَل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغْزُو فأقتل» هذا لفظ حديث مسلم.

وأخرج البخاري الفصل الأول، قال: «تَكَفَّل الله لمن جاهد في سبيله - لا يُخْرِجُه مِنْ بيته إلا الجهادُ في سبيل الله وتصديقٌ بكلماته - أن يدخله الجنةَ، أو يَرُدَّهُ إلى مسكنه بِما نال من أجر أو غنيمة» .

وله في أخرى قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَثَلُ المجاهد ⦗٤٧٧⦘ في سبيل الله - والله أعلم بمن جاهد في سبيله - كَمَثَلِ الصَّائمِ القائم، وتوكَّل الله للمجاهد في سبيله بأن يَتَوَفَّاهُ: أنْ يُدخِلَهُ الجنة، أو يَرْجِعَه سالماً مع أجر أو غنيمة» .

وأخرجه مسلم أيضاً بنحو رواية البخاري الأولى.

وله في أخرى «تَضَمَّنَ الله لمن خرج في سبيله - وذكر مع الفصل الذي أوله: لولا أن أشُقَّ على المسلمين ما تخلَّفْتُ خِلافَ سَرِيَّة - بنحو ما تقدَّم» .

وفي رواية لهما قال: «انْتَدَبَ الله لمن خَرَجَ في سبيله - لا يُخرِجُه إلا جهاد في سبيلي، وإيمان بي، وتصديق برسولي - فهو عليَّ ضامن أن أدخلَه الجنةَ، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه، نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة» .

وفي رواية «الموطأ» قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تكفّل الله لِمَنْ جاهد في سبيله» وذكر رواية البخاري الأولى، وأخرج النسائي روايتي البخاري الأولى والثانية.

وفي أخرى له قال: «انتدب الله لمن يخرج في سبيله - لا يخرجه إلا الإيمان بي، والجهاد في سبيلي - أنَّه ضَامِن حتى أدْخِلَه الجنةَ، بأيِّها كان، إما بقتل، أو وفاة، أو أردَّه إلى مسكنه الذي يخرج منه، نال ما نال من أجر أو غنيمة» (٢) .

⦗٤٧٨⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(خلاف سرية) السرِيَّة: طائفة في العسكر ينفذون في الغزو، وخلافهم: التخلُّف عنهم والقعود.

(انتدب) بمعنى أجاب: يقال: ندبتُ الرجل لهذا الأمر، فانتدب، أي: هيأته له ودعوته إليه فأجاب، وقد جاء هذا الحديث بألفاظ متقاربة في المعنى، قال: انتدَب الله، وتضمّن، وتكفَّل.


(١) هكذا جاء في الأصل ونسخ مسلم المطبوعة: جهاداً: وإيماناً، وتصديقاً، بالنصب، وفي البخاري ورواية لمسلم: بالرفع فيها، وهي أصوب.
(٢) رواه البخاري ٦ / ١٥٤ في الجهاد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أحلت لكم الغنائم، ⦗٤٧٨⦘ وفي الإيمان، باب الجهاد من الإيمان، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين} ، وباب قول الله تعالى: {قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي} ، ومسلم رقم (١٨٧٦) في الإمارة، باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله، والموطأ ١ / ٤٤٣ و ٤٤٤ في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد، والنسائي ٨ / ١١٩ في الإيمان، باب الجهاد، وفي الجهاد، باب ما تكفل الله عز وجل لمن يجاهد في سبيله.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (٢/٢٣١) قال: حدثنا محمد بن فضيل، وفي (٢/٣٨٤) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الواحد، يعني ابن زياد (يثعب) : ثعب الجرح يثعب: إذا سال دما. والبخاري (١/١٥) قال: حدثنا حرمي بن حفص. قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (٧/١٢٥) قال: حدثنا مسدد، عن عبد الواحد. ومسلم (٦/٣٣و٣٤) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا ابن فضيل. وابن ماجة (٢٧٥٣) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن الفضيل، والنسائي (٨/١٩٩) قال: أخبرنا محمد بن قدامة قال: حدثنا جرير. ثلاثتهم - محمد بن فضل، وعبد الواحد بن زياد، وجرير - عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة ابن عمرو بن جرير. فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>