للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧١٧٩ - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لولا أن أشُقَّ على المسلمين ما تخلَّفْتُ عن سَرِيَّة، ولكنْ لا أجدُ حَمولة، ولا أجد ما أحملهم عليه، ويَشُقُّ عليَّ أن يتخلَّفوا عني، فَلَوَدِدْتُ أني قاتلتُ في سبيل الله فَقُتِلْتُ، ثم أحييتُ ثم قُتِلْتُ، ثم أُحْيِيتُ» هذا لفظ حديث البخاري، وقد أدرجه مسلم على ما قبله.

وللبخاري قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «والذي نفسي بيده، لولا أنَّ رِجالاً من المؤمنين لا تَطِيب أنفسُهم بأنْ يتخلَّفوا عَنِّي، ولا أجدُ ⦗٤٧٩⦘ ما أحملهم عليه، ما تخلَّفْتُ عن سَرِيَّة تَغْزُو في سبيل الله، ولَوَدِدْتُ أني أُقْتَلُ في سبيل الله، ثم أُحيا، ثم أُقتل، ثم أُحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل» .

وله في أخرى قال: «والذي نفسي بيده، لَوَدِدْتُ أنِّي أُقَاتِلُ في سبيل الله، فَأُقْتَلُ، ثم أحيا، ثم أقْتَلُ، ثم أحْيا، ثم أُقْتلُ» فكان أبو هريرة يقولهن ثلاثاً «أشهد بالله» وأخرجاه معاً.

أما البخاري فأخرجه في «كتاب الإيمان» متصلاً بحديث آخر، أوله «انْتَدَبَ الله لمن خرج في سبيله» وقد ذُكِرَ، وأما مسلم: فأخرجه في «كتاب الجهاد» مع حديثين مُتَّصِلَين به، قال: «والذي نفسي بيده، لولا أن يَشُقَّ على المسلمين ما قعدتُ خِلافَ سَرِيَّة ... » الحديث، وقد ذكرناه.

ولمسلم أيضا قال: والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية تغزو في سبيل الله، ولكن لا أجدُ سَعَة فأحملهم، ولا يجدون سَعَة فيتَّبعوني، ولا تَطِيب أنفسُهم أن يقعدوا بعدي» .

وأخرج «الموطأ» الرواية الأولى، وأخرج الرواية الثانية من روايتي البخاري، وأخرج النسائي الرواية الأولى من أفراد البخاري (١) .

قلتُ: هذه الأحاديث الثلاثة المتتابعة عن أبي هريرة: مشتركة المعنى ⦗٤٨٠⦘ في فضيلة الجهاد، ما يكاد ينفرد كلُّ واحد منها بمعنى، فيجوز أن تكون حديثاً واحداً، إلا أن الحميديَّ - رحمه الله - قد أخرجها هكذا متفرقة في ثلاثة مواضع من المتفق عليه، فاقتدينا به.

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(حَمولة) الحمولة: التي يُحمل عليها، كالركوبة التي تركب.


(١) رواه البخاري ١٣ / ١٨٧ في التمني، باب ما جاء في التمني ومن تمنى الشهادة، وفي الجهاد، باب تمني الشهادة، وباب الجعائل والحملان في السبيل، ومسلم رقم (١٨٧٦) في الإمارة، باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله، والموطأ ١ / ٤٦٠ في الجهاد، باب الشهداء في سبيل الله، والنسائي ٦ / ٢٠ في الجهاد، باب درجة المجاهدين في سبيل الله عز وجل.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (٢٨٨) وأحمد (٢/٤٢٤) قال: حدثنا أبو معاوية وفي (٢/٤٧٣) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (٢/ ٤٩٦) قال: حدثنا ابن نمير. والبخاري (٤/٦٤) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (٦/٣٤و٣٥) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب، يعني الثقفي. (ح) وحدثناه مروان بن معاوية. والنسائى (٦/٣٢) قال: حدثنا أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا مروان بن معاوية. والنسائي (٦/٣٢) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى يعني ابن سعيد القطان. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (٩/١٢٨٨٥) عن محمد بن سلمة والحارث بن مسكين، كلاهما - عن ابن القاسم، عن مالك..
ستتهم - مالك وأبو معاوية الضرير، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله ابن نمير، وعبد الوهاب الثقفي، مروان بن معاوية - عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي صالح السمان، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>