الأول: أن عمر بن إبراهيم - هذا - هو البصري - أحد رجل السند - لا يحتج به، إلا أنه استدرك فقال: ولكن رواه ابن مردويه من حديث المعتمر عن أبيه عن الحسن عن سمرة مرفوعاً. الثاني: أنه قد روي قول سمرة نفسه، ليس مرفوعاً، كما قال ابن جرير، حدثنا ابن عبد الأعلى، حدثنا المعتمر عن أبيه، حدثنا بكر بن عبد الله عن سليمان التيمي عن أبي العلاء بن الشخير عن سمرة بن جندب قال: سمى آدم ابنه عبد الحارث. الثالث: أن الحسن نفسه فسر الآية بغير هذا، فلو كان هذا عنده عن سمرة مرفوعاً لما عدل عنه، قال – [١٤٣]- ابن جرير: حدثنا ابن وكيع، حدثنا سهل بن يوسف، عن عمرو عن الحسن: {جعلا له شركاء فيما آتاهما} قال: كان هذا في بعض أهل الملل، ولم يكن بآدم - حدثنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا محمد بن ثور عن معمر قال: قال الحسن: عنى بها ذرية آدم ومن أشرك منهم بعده. يعني: {جعلا له شركاء فيما آتاهما} ، وحدثنا بشر، حدثنا يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة قال: كان الحسن يقول: هم اليهود والنصارى: رزقهم الله الأولاد فهودوا ونصروا. وهذه أسانيد صحيحة عن الحسن: أنه فسر الآية بذلك، وهو من أحسن التفاسير، وأولى ما حملت عليه الآية، ولو كان هذا الحديث عنده محفوظاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عدل عنه هو ولا غيره، ولاسيما مع تقواه لله وورعه، فهذا يدلك على أنه موقوف على الصحابي. ويحتمل أنه تلقاه من بعض أهل الكتاب من آمن منهم، مثل كعب أو وهب بن منبه وغيرهما. كما سيأتي بيانه إن شاء الله، إلا أننا برئنا من عهدة المرفوع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه الترمذي في التفسير (٨ الأعراف: ٥) عن محمد بن مثنى عن عبد الصمد بن عبد الوراث عن عمر بن إبراهيم عن قتادة بن دعامة عن الحسن عن سمرة بن جندب، وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم، ورواه بعضهم عن عبد الصمد ولم يرفعه، تحفة الأشراف (٤/٧٣) .