للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٣٠ - (خ م) ابن الزبير - رضي الله عنهما -: قال: ما نزلت {خُذِ العفوَ وأْمُرْ بالعُرْفِ وأعرض عن الجاهلين} [الأَعراف: ١٩٩] إلا في أخلاق الناس (١) .

وفي رواية قال: أمَرَ اللهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم أَنْ يأخذ العفو من أخلاق الناس. أخرجه البخاري، وأبو داود (٢) . ⦗١٤٤⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(العفو) هاهنا: السهل الميسر، وقد أمر الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ من أخلاق الناس ويقبل منها ما سهل وتيسر، ولا يستقصي عليهم.

(خطئ) الرجل يخطأ: إذا أذنب، والخطأ: الذنب.


(١) هذه رواية البخاري ٨ / ٢٢٩، في تفسير سورة الأعراف، باب {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} ، ولفظها عنده عن عبد الله بن الزبير {خذ العفو وأمر بالعرف} قال: ما أنزل الله - يعني هذه الآية - إلا في أخلاق الناس، وكذا أخرجها ابن جرير في تفسير سورة الأعراف: ١٩٩، وسندها صحيح. وهذه الرواية لم يروها أبو داود، وإنما روى الرواية الثانية عن ابن الزبير بمعناها رقم (١٥٥٣٨) بلفظ: ما أنزل الله هذه الآية إلا في أخلاق الناس {خذ العفو وأمر بالعرف ... } الآية.
(٢) رواه البخاري ٨ / ٢٢٩، في تفسير سورة الأعراف، باب {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} ، قال البخاري: وقال عبد الله بن براد: حدثنا أبو أسامة، قال هشام عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال: أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو من أخلاق الناس، أو كما قال، وأبو داود (٤٧٨٧) من حديث الطفاوي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير. قال الحافظ في " الفتح ": وعبد الله بن براد: هو عبد الله بن عامر بن براد بن يوسف بن أبي – [١٤٤]- بردة بن أبي موسى الأشعري، ما له في البخاري سوى هذا الموضع، وقال الحافظ: وقد اختلف عن هشام في هذا الحديث، فوصله من ذكرنا عنه، وتابعهم عبدة بن سليمان عن هشام عند ابن جرير، والطفاوي عن هشام عند الإسماعيلي، وخالفهم معمر وبن أبي الزناد وحماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه من قوله موقوفاً. وقال أبو معاوية: عن هشام عن وهب بن كيسان عن ابن الزبير، أخرجه سعيد بن منصور عنه، وقال عبيد الله بن عمر: عن هشام عن أبيه عن ابن عمر، أخرجه البزار والطبراني، وهي رواية شاذة، وكذا رواية حماد بن سلمة عن هشام عن أبيه عن عائشة عند ابن مردويه. وأما رواية أبي معاوية فشاذة أيضاً مع احتمال أن يكون لهشام فيه شيخان. وأما رواية معمر ومن تابعه فمرجوحة بأن زيادة من خالفهما مقبولة لكونهم حفاظاً.
ثم قال: وإلى ما ذهب إليه ابن الزبير من تفسير الآية، ذهب مجاهد، وخالف في ذلك ابن عباس، فروى ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عنه قال: خذ العفو، يعني خذ ما عفا لك من أموالهم، أي: ما فضل، وكان ذلك قبل فرض الزكاة، وبذلك قال السدي، وزاد: نسختها آية الزكاة، وبنحوه قال الضحاك وعطاء وأبو عبيدة، ورجح ابن جرير الأول واحتج له.
وروي عن جعفر الصادق قال: ليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق منها، ووجهوه بأن الأخلاق ثلاثة، بحسب القوى الإنسانية: عقلية، وشهوية، وغضبية. فالعقلية الحكمة، ومنها الأمر بالمعروف، والشهوية: العفة، ومنها أخذ العفو، والغضبية، الشجاعة، ومنها الإعراض عن الجاهلين.
وروى الطبري مرسلاً وابن مردويه موصولاً من حديث جابر وغيره: لما نزلت {خذ العفو وأمر بالعرف} سأل جبريل، فقال: لا أعلم حتى أسأله، ثم رجع فقال: " إن ربك يأمرك أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك ".

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (٦/٧٦) قال: حثنا يحيى، قال: حدثنا وكيع (ح) وقال عبد الله بن براد: حدثنا أبو أسامة. و «أبو داود» (٤٧٨٧) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (٥٢٧٧) عن هارون بن إسحاق عن عبدة بن سليمان، أربعتهم: وكيع، وأبو أسامة، ومحمد، وعبدة عن هشام بن عروة عن أبيه فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>