للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٦٢ - (خ م ت د س) ابن شهاب الزهري-رحمه الله -: قال: أخْبَرَني ⦗١٧٢⦘ عبد الرحمن بنُ عبد الله بن كعب بن مالِكٍ: أنَّ عبدَ الله بن كَعْبٍ، كان قائدَ كعبٍ من بنيه حين عَمِيَ - قال: وكان أعلمَ قومه وأوعاُهم لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: سمعتُ كعبَ بنَ مالكٍ يُحدِّثُ حديثَهُ حين تَخَلَّفَ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في غَزْوةِ تَبُوكَ، قال كعبٌ: لم أتخلَّفُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قَطُّ إِلا في غزوة تبوك، غير أنِّي تخلَّفتُ في غزوة بَدْرٍ، ولم يُعاتِبْ أحداً تَخلَّفَ عنها، إِنما خرجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يريدون عِيرَ قُرَيْشِ، حتى جَمَع الله بينهم وبين عَدُوِّهمْ على غير ميعادٍ، ولقد شهدتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العَقَبة (١) ، حين تواثَقْنَا (٢) على الإِسلام، وما أُحِبُّ أَنَّ لي بها (٣) مَشْهَدَ بَدْرٍ وإن كانت بدرٌ أذْكَرَ في الناس منها، وكان مِنْ خَبَري حين تخَلَّفْتُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، أنِّي لم أكُنْ قَطُّ أقوَى، ولا أيْسرَ منِّي حين تَخَلَّفْتُ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في تلك الغزوةِ، واللهِ ما جمعتُ قَبْلَها راحلتين قَطُّ، حتى جَمَعْتُهُما في تلك الغزوة، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة إلا ورَّى بغيرها، حتى كانت تلك الغزوة فغزاها رسولُ الله ⦗١٧٣⦘ صلى الله عليه وسلم في حَرٍّ شَديدٍ، واستقْبَلَ سفراً بعيداً ومفازاً، واستقبل عَدُوّاً كثيراً فَجَلَّى للمسلمين أمرهم ليتأهَّبوا أُهْبَةَ (٤) غزوهم، وأخبرهم بوجْهِهم الذي يريدُ، والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير (٥) لا يجمعهم كتابُ حافظٍ - يريد بذلك الديوانَ (٦) - قال كعبٌ: فقلَّ رجل يريد أن يَتَغَيَّبَ، إلا ظَنَّ أنَّ ذلك سَيَخْفى ما لم ينزل فيه وحيٌ من الله عز وجل، وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة حين طابت الثمارُ والظِّلالُ، فأنا إِليها أصعَرُ، فتهجر (٧) رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه، وطَفِقْتُ أغْدُو لِكَيْ أَتَجَهَّزَ معهم، فأرجعُ ولم أَقضِ شيئاً، وأقول في نفسي: أَنا قادرٌ على ذلك إِذا أردتُ، فلم يزل ذلك يتمادَى بي، حتى استمرَّ بالناس الجِدُّ، فأَصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غادِياً، والمسلمون معه، ولم أقضِ من جَهازي شيئاً، ثم غدوتُ فرجعتُ، ولم أقض شيئاً، فلم يزل ذلك يتمادى [بي] حتى أسرعوا، وتفارطَ الغزوُ، فَهَمَمْتُ أَنْ أَرْتَحِلَ فأُدْرِكَهُمْ، فيا ليتني فَعَلْتُ، ثم لم يُقدَّر ذلك لي، فَطَفِقْتُ إِذا خرجت في الناس - بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم يَحْزُنُني أني لا أرى لي أُسْوَة، إِلا رجلاً مغموصاً عليه في النِّفاق، أَو ⦗١٧٤⦘ رجلاً ممن عذَرَ اللهُ من الضعفاء، ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغَ تبوكاً (٨) فقال وهو جالس في القوم بتبوك: «ما فعل كعبُ بن مالك؟» ، فقال رجل من بني سَلِمَةَ: يا رسول الله، حَبَسَهُ بُرْدَاهُ، والنَّظَرُ في عِطْفَيْهِ، فقال له معاذ بن جَبَل: بِئْسَ ما قُلْتَ (٩) ، والله يا رسول الله، ما علمنا عليه إِلا خيراً، فسكتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فبينا هو على ذلك رأى رجُلاً مُبَيِّضاً (١٠) يَزُول به السَّرابُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كُنْ أَبا خَيثَمَة (١١) » ، فإِذا هُوَ أبو خَيثمةَ الأنصاريُّ، وهو الذي تصدَّق بصاعِ التمرِ حين لمزَه المنافقون، قال كعبٌ: فلما بلغني أَن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد توَجَّه قافِلاً من تبوك، حضرني بَثِّي، فطفقتُ أَتذكَّرُ الكذبَ، وأَقول: بم أَخرجُ من سَخَطِهِ غداً؟ وأستعينُ على ذلك ⦗١٧٥⦘ بكلِّ ذي رأيٍ من أَهلي، فلما قيل: إِنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد أَظَلَّ قادماً، زاحَ عنِّي الباطِلُ، حتى عرفتُ أني لن أَنجوَ منه بشيءٍ أبداً، فأجمعْتُ صِدْقَهُ (١٢) ، وَصَبَّحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قادماً، وكان إِذا قَدِمَ من سفرٍ بدأ بالمسجد، فركع فيه ركعتين، ثم جلس للناسِ، فلَمَّا فَعل ذلك جاءهُ المُخَلَّفُونَ، فطَفِقُوا يعتذرون إِليه، ويحلفون له، وكانوا بِضعة وثمانين رجُلاً، فقَبِلَ منهم عَلانيتَهم، وبايَعهم، واستغفر لهم، ووَكَل سرائرهم إِلى الله، حتى جئتُ، فلمَّا سلَّمتُ تَبَسَّمَ تَبَسُّم المُغْضَبِ، ثم قال: «تعالَ» ، فجئتُ أَمْشي، حتى جَلَسْتُ بين يديْهِ، فقال لي: «ما خَلَّفَكَ؟ ألم تكن قدِ ابتعتَ ظَهرَكَ؟» قلتُ: يا رسول الله، إِنِّي - واللهِ- لو جلستُ عند غيرك من أهل الدنيا، لرأيتُ أَنِّي سأخرُجُ من سَخَطِهِ بِعُذْرٍ، لقد أُعطِيتُ جَدَلاً، ولكني -والله- لقد علمتُ لَئنْ حَدَّثْتُك اليومَ حَديثَ كذِبٍ ترضى به عني، ليوشكنَّ اللهُ أن يُسخِطَكَ عليَّ، ولئَن حَدَّثتُكَ حديثَ صِدقٍ تَجِدُ عليَّ فيه، إِني لأرجو فيه عُقْبى الله عز وجل - وفي رواية: عفو الله -[والله] ما كان لي من عُذْرٍ، والله ما كنتُ قَطُّ أَقْوَى ولا أيْسرَ منِّي حين تَخَلَّفْتُ عنك، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا هَذا فقد صدق، فَقُمْ حتى يَقْضيَ اللهُ فيك» ، فقمتُ، وثارَ رجالٌ من بني سَلِمةَ، فاتَّبعوني، فقالوا لي: واللهِ ما علمناكَ أَذنبتَ ذنباً قَبلَ هذا، لقد عَجَزتَ في أن لا تكونَ اعتَذَرْتَ ⦗١٧٦⦘ إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذَرَ إِليه المُخَلَّفون، فقد كان كافِيَكَ (١٣) ذَنْبَكَ استغفارُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لك، قال: فَوَ الله ما زالوا يُؤنِّبُونَني حتى أردتُ أَنْ أرجعَ إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأُكَذِّبُ نَفسي، قال: ثم قُلتُ لهم: هل لَقِي هذا مَعي من أحَدٍ؟ قالوا: نعم، لَقِيهُ مَعَكَ رَجُلانِ، قالا مِثلَ ما قُلتَ، وقيل لهما مثلَ ما قِيلَ لكَ، قال: قلتُ: مَن هما؟ قالوا: مُرارةُ بن الرَّبيع العامِريُّ (١٤) ، وهِلالُ ابنُ أُمَيَّة الواقِفيُّ (١٥) ، قال: فذكروا لي رجُلين صالحَيْنِ قد شَهِدا بَدراً، ففيهما أُسْوَةٌ، قال: فمضيتُ حين ذكروهما لي، قال: ونهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا أَيُّها الثلاثةُ (١٦) من بينِ من تَخَلَّفَ عنه، قال: فَاجْتَنَبَنَا ⦗١٧٧⦘ الناسُ - أو قال: تغيَّرُوا لنا - حتى تنكَّرَتْ ليَ في نفسي الأرضُ، فما هي بالأرض التي أعرف، فلبِثْنَا على ذلك خمسين ليلة، فأمَّا صاحِبايَ فاستكانا، وقَعَدَا في بيوتهما يَبكيان، وأَما أَنا فكنتُ أَشَبَّ القومِ وأَجلَدَهُمْ، فكنتُ أخرُجُ، فأَشهَدُ الصلاةَ، وأطوفُ في الأسواق، فلا يكلِّمُني أحدٌ، وآتِي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فَأُسَلِّمُ عليه - وهو في مجلِسِهِ - بعدَ الصلاةِ، فأقولُ في نفسي: هل حرَّكَ شَفَتَيْهِ بِردِّ السلام، أمْ لا؟ ثُمَّ أُصَلِّي قريباً منه، وأُسَارِقُهُ النَّظَرَ، فإِذا أَقْبَلْتُ على صَلاتِي نَظَرَ إِليَّ، وإِذا الْتَفَتُّ نحوه أَعْرَضَ عنّي، حتى إِذا طَالَ عليَّ ذلكَ مِن جَفْوَةِ المُسلمينَ، مَشَيْتُ حتَّى تَسَوَّرْتُ جِدارَ حائِطِ أَبي قتادة - وهو ابنُ عَمِّي، وأحَبُّ النَّاس إِليَّ - فسلَّمْتُ عليه، فو اللهِ ما رَدَّ عليَّ السلام، فقُلْتُ له: يا أَبَا قتادة، أَنشُدُكَ بالله، هل تَعْلَمَنَّ أَنِّي أُحِبُّ اللهَ ورَسولَه؟ قال: فسكتَ، فعُدتُ فناشَدْتُهُ، فسكتَ، فعدتُ فناشدْتُهُ، فقال: اللهُ ورسولُهُ أعلم (١٧) ، ففاضت عَيْنَايَ، وتوَّليتُ حتى تَسوَّرتُ الجدارَ، فبينا أَنا أَمْشي في سُوقِ المدينة، إِذا نَبَطِيٌّ من نَبَطِ أَهل الشام (١٨) ، مِمَّنْ قَدِمَ بِطعامٍ يبيعه بالمدينةِ، يقول: مَنْ يَدَلُّ على كعبِ بنِ مالكٍ؟ قال: فَطَفِقَ النَّاسُ يُشيرونَ له إِليَّ، حتى جاءني، فدفعَ إِليَّ كتاباً من ملك غسانَ، وكنتُ كاتباً، فقرأتُهُ، فإِذا فيه: ⦗١٧٨⦘ أَما بعد، فإِنَّهُ قد بلغنا أن صاحبك قد جَفاك، ولم يجعلك اللهُ بدارِ هوانٍ، ولا مَضيَعةٍ، فالْحَقْ بنا نُوَاسِكَ (١٩) ، قال: فقلتُ حين قرأتُها (٢٠) : وهذه أَيضاً من البلاءِ، فَتَيَمَّمْتُ بها التَّنُّورَ، فسَجَرْتُها، حتى إِذا مَضتْ أَربعون من الخمسين، واسْتَلْبَثَ الوَحْيُ، فَإِذا رسولُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يأتيني، فقال: «إِنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يأمْرُكَ أَنْ تَعْتَزِلَ امرأَتكَ» ، قال: فقلتُ: أُطَلِّقُها، أمْ ماذا أفعلُ؟ قال: «لا، بل اعتَزِلها فلا تقرَبَنَّها» ، قال: وأَرسل إِلى صَاحِبيَّ بمثل ذلك، قال: فقلتُ لامرأتي: الْحَقِي بأَهلِك، فكوني عندهم حتى يَقْضِيَ اللهُ في هذا الأمرِ، قال: فجاءَتْ امرأةُ هلال بنِ أُميةَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله إِنَّ هِلالَ بن أُمَيَّةَ شيخٌ ضائِعٌ، ليس له خادمٌ، فهل تكرهُ أَن أَخْدُمَه؟ قال: «لا، ولكن لا يَقْرَبنَّكِ» ، فقالت: إِنَّهُ واللهِ ما به حَرَكةٌ إِلى شيءٍ، ووَاللهِ ما زال يبكي، منذُ كان من أَمرِهِ ما كان إِلى يومه هذا، قال: فقال لي بعْضُ أَهلي: لو اسْتَأْذَنتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في امرأَتِكَ، فقد أذِنَ لامْرَأةِ هلالِ بن أُمَيَّةَ أنْ تَخْدُمَه؟ قال: فقلتُ: لا أَسْتَأْذِن فيها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وما يُدْريني ما يقولُ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذا استأذْنتُهُ فيها، وأنا رجلٌ شابٌّ؟ قال: فَلبِثْتُ بذلك عَشْرَ ليالٍ، فكَمُل لنا خمسونَ ليلة من حين نُهي عن كلامنا، قال: ⦗١٧٩⦘ ثم صليتُ صلاةَ الفجر صَبَاحَ خمسين ليلة، على ظَهْرِ بيتٍ من بُيُوتنا، فَبَيْنما أنا جالسٌ على الحالِ التي ذكرَ اللهُ عز وجل منَّا: قد ضاقَتْ عَليَّ نَفْسي، وضاقَتْ عليَّ الأرضُ بما رَحُبَتْ، سمعتُ صوتَ صارخٍ أَوْفَى على سَلْعٍ (٢١) يقول بأعلى صوتِهِ: يا كَعْبَ بنَ مالِكٍ، أَبْشِرْ، قال: فَخَرَرْتُ ساجداً، وعلمتُ أَنْ قد جاءَ فَرَجٌ، قال: وآذَنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بتوبَةِ اللهِ علينا حين صلَّى صلاةَ الفجر، فذهب النَّاسُ يُبَشِّرُونَنا، فذهبَ قِبَلَ صاحِبيَّ مُبَشِّرون، وركَضَ رَجلٌ إِليَّ فرساً، وسعَى ساعٍ من أَسْلَمَ قِبَلي، وأوْفَى على الجبل، وكانَ الصوتُ أَسرعَ من الفرسِ، فلما جاءني الذي سمعتُ صوتَهُ يُبَشِّرُني، نَزَعتُ له ثَوْبَيَّ، فَكَسَوْتُهُما إِيَّاهُ بِبِشَارَتِهِ، والله ما أَمْلِكُ غيرَهُما يومئذٍ، واستَعَرْتُ ثوبين فلَبِسْتُهُما، وانْطَلَقْتُ أَتَأمَّمُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، يَتَلَقَّاني النَّاسُ فَوْجاً فَوْجاً، يُهَنِّؤوني بالتَّوْبةِ، ويقولون: لِتَهْنِئْكَ توبةُ الله عليك، حتَّى دخلتُ المسجد، فإِذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حَوْلَهُ النَّاسُ، فقام طَلْحَةُ بنُ عُبيْدِ اللهِ (٢٢) يُهَرْوِلُ، حتى صافَحَني وهَنَّأَنِي، والله ما قام رجلٌ من المهاجرين غيرُهُ، قال: فكان كعبٌ لا يَنْسَاها لِطَلْحةَ، قال كعبٌ: فلما سلَّمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال- وهو يَبْرُقُ وجْهُهُ من السرور -: «أَبْشِر بِخَيْرِ يومٍ مرَّ عليك منذُ وَلَدتْكَ أُمُّكَ» ⦗١٨٠⦘، قال: فقلتُ: أمِن عندِكَ يا رسولَ اللهِ، أَم من عنْدِ الله؟ فقال: «بلْ مِن عِنْدِ اللهِ» ، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذا سُرَّ اسْتَنَارَ وجهُهُ، حتى كأنَّ وَجْهَهُ قِطْعَةُ قَمرٍ، قال: وكُنَّا نَعْرِفُ ذلك، قال: فلمَّا جلستُ بين يديه، قلتُ: يا رسولَ الله، إِنَّ من تَوْبَتي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مالي صَدَقَة إِلى الله وإِلى رسول الله، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَمْسِكْ بعْضَ مَالِكَ، فهو خيرٌ لك» ، قال: فقلتُ: فإني أُمْسِكُ سَهْمي الذي بِخَيْبَرَ، قال: وقلت: يا رسول الله، إِن الله إِنَّمَا أَنجاني بالصِّدق، وإِن من توبتي أَن لا أُحَدِّثُ إِلا صِدْقاً ما بَقِيتُ، قال: فوالله ما علمتُ أَحداً من المسلمين أَبْلاهُ الله في صِدق الحديث منذُ ذكرْتُ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ مما أبلاني الله (٢٣) ، وَوَاللهِ ما تَعَمَّدْتُ كَذْبَة مُنْذُ قلت ذلك لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إِلى يومي هذا، وإِني لأرْجو أن يَحْفَظَنِيَ اللهُ فيما بَقِيَ، قال: فأنزل الله عز وجل: {لَقَد تابَ اللهُ على النبيِّ والمُهَاجرينَ والأَنصارِ الذينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ العُسْرَةِ مِن بعدِ ما كَادَ يَزِيغُ قُلوبُ فريق منهم ثم تابَ عليهم إِنَّهُ بهم رؤوفٌ رَحيمٌ. وعلى الثلاثة الذين خُلِّفُوا حتى إِذَا ضَاقَتْ عليهمُ الأرضُ بِمَا رَحُبَتْ وضاقَتْ عليهم أَنفُسُهُم وظنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلا إِليه ثم تابَ عليهم ليتوبوا إِنَّ اللهَ هو التَّوابُ الرحيم. يا أيُّها الذين آمنوا اتقوا اللهَ وكونوا مع الصادقين} [التوبة: ١١٧ - ١١٩] ، قال كعبٌ: واللهِ ما أَنعمَ اللهُ عليَّ ⦗١٨١⦘ من نِعْمَةٍ قَطُّ - بعدَ إِذْ هداني للإِسلام - أعْظَمَ في نفسي من صِدْقِي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: أَنْ لا أكونَ (٢٤) كَذَبْتُهُ فأهْلِكَ كما هَلَكَ الذين كَذَبُوا، إِنَّ اللهَ قال للذينَ كَذَبوا حين أَنْزَلَ الوْحيَ شَرَّ ما قال لأَحَدٍ، فقال الله: {سَيَحْلِفُونَ باللهِ لكم إِذا انقَلَبْتُم إِليهم لِتُعْرِضُوا عنهم فأَعْرِضُوا عنهم إِنَّهُم رِجْسٌ ومأْواهم جهنَّمُ جزاءً بِمَا كانوا يكسبون. يحلفون لكم لتَرْضَوْا عنهم فإِن تَرْضَوْا عنهم فَإِنَّ اللهَ لا يَرضَى عن القومِ الفاسقين} [التوبة: ٩٥ - ٩٦] ، قال كعب: كُنَّا خُلِّفْنا - أَيُّها الثلاثةَ - عن أمْرِ أُولئِكَ الذين قَبِلَ منهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين حَلفُوا له، فبايَعَهُم واستغفر لهم، وأَرجأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أمْرَنا، حتى قَضَى اللهُ تعالى فيه بذلك، قال اللهُ عز وجل: {وَعلى الثلاثةِ الذين خُلِّفُوا} [التوبة: ١١٨] ، وليس الذي ذُكِرَ مما خُلِّفْنا عن الغَزْو، وإِنَّمَا هو تَخْلِيفه إِيَّانا، وإِرجاؤه أَمْرَنا عَمَّن حَلَفَ له، واعتذر إِليه فَقَبِلَ منه.

وفي رواية: ونهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن كلامي وكلام صاحبَيَّ، ولم يَنْهَ عن كلامِ أَحدٍ من المتخلِّفين غيرِنا، فاجْتَنَبَ الناسُ كلامَنَا، فَلَبِثْتُ كذلك، حتى طال عليَّ الأمْرُ، وما من شيءٍ أَهَمُّ إِليَّ مِنْ أَنْ أَمُوتَ، فلا يُصَلِّي عليَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أو يموتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأَكون من النَّاسِ بتلكَ المنزلَةِ، فلا يكلِّمني أَحَدٌ ⦗١٨٢⦘ منهم، ولا يُسَلِّمُ عليَّ، ولا يُصَلِّي عليَّ، قال: فأَنزل الله تَوْبَتنا على نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم، حين بقي الثلثُ الأَخيرُ من الليل، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم عند أُمِّ سَلَمَةَ، وكانتْ أُمُّ سَلَمَةَ مُحْسِنَة في شأني مَعْنيَّة (٢٥) بأمري، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يا أُمَّ سَلَمَةَ، تِيبَ على كَعْبٍ» ، قالت: أَفلا أُرْسِلُ إِليه فأُبَشِّرُهُ؟ قال: إِذاً يَحْطِمُكُمُ الناسُ، فيمنعونكم النوْمَ سائرَ الليْلِ، حتى إِذا صَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاةَ الفجر، آذَنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بتوبةِ الله علينا.

وفي رواية: أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرجَ يومَ الخميس في غزوة تبوك، وكان يحبُّ أن يخرجَ يومَ الخميس. وفي رواية طَرَفٌ من هذا الحديث، وفيها زيادة معنى: أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان لا يَقْدَمُ من سَفَرٍ إِلا نهاراً في الضُّحَى، فإِذا قَدِمَ بدأَ بالمسجد فصلى فيه ركعتين، ثم جلس فيه. هذه روايات البخاري ومسلم (٢٦) . ⦗١٨٣⦘ وأَخرج الترمذي طَرَفاً من أوَّلِهِ قليلاً: ثم قال ... وذكر الحديث بطوله، ولم يذكر لفظه ... ثم أَعادَ ذِكْر دُخُولِ كعبٍ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم في المسجد، بعد نزول القرآن في شأنه ... إِلى آخر الحديث.

وأَخرجه أبو داود مُجْمَلاً، وهذا لفظُهُ: أَنَّ عبد الله بن كعبٍ - وكان قائدَ كعبٍ من بَنيه حين عَمِيَ - قال: سمعتُ كعبَ بن مالك - وذكر ابنُ السَّرحِ قِصَّةَ تَخَلُّفِهِ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوةِ تبوك - قال: ونهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا أيُّهَا الثلاثةُ، حتى إِذا طالَ عليَّ تَسَوَّرْتُ جِدَارَ حائط أبي قتادة - وهو ابنُ عَمي- فسلَّمتُ عليه، فو الله ما ردَّ عليَّ السلامَ - ثم ساق خبر تنزيل تَوْبته، هذا لفظ أبي داود. وأَخرج أيضاً منه فصلاً في كتاب الطلاق، وهذا لفظه: أنَّ عبد اللهِ بن كعب - وكان قائدَ كعب من بَنِيهِ حين عَميَ - قال: سمعتُ كعب بن مالك - وساق قصته في تبوك - قال: حتى إذا مَضَتْ أربعون من الخمسين إذا رسولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يَأْتِيني، فقال: إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يأْمُركَ أن ⦗١٨٤⦘ تعتزل امرأَتَك، قال: فقلتُ: أُطَلِّقها، أم ماذا أَفْعَلُ؟ قال: لا، بل اْعتَزِْلها فلا تَقْرَبَنَّها، فقلتُ لامرأَتي: الحقي بأهلك، وكوني عندهم حتى يَقْضيَ الله في هذا الأمر.

وأخرج أيضاً منه فصلاً في كتاب الجهاد، في باب إعطاء البشير، قال: سمعتُ كعبَ بن مالك يقول: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا قَدِمَ مّنْ سَفَرٍ بدأَ بالمسجد فركع فيه ركعتين، ثم جلس للناس، - قال أبو داود: وقَصَّ ابنُ السَّرْح الحديثَ - قال: ونهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن كلامنا أَيُّها الثلاثةُ، حتى إذا طالَ علي، تَسَوَّرْتُ جدار حائط أبي قتادة - وهو ابن عَمِّي - فسَّلمتُ عليه، فو الله ما رَدَّ عليَّ السلامَ، ثم صلَّيتُ الصبْح صباحَ خمسين ليلة، على ظَهْر بيتٍ من بيوتنا، سَمعْتُ صارخاً: يا كعبَ بن مالكٍ، أبْشِرْ، فلما جاء الذي سَمِعْتُ صوتهُ يُبشِّرُني نزَعْتُ له ثوبَيَّ، فكَسَوْتُهُما إيِّاهُ، فانطلقتُ، حتى إذا دخلتُ المسجدَ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ، فقام إليَّ طَلْحَةُ بنُ عبيد الله يُهَرْوِلُ، حتى صافحني وهنَّأني.

وأخرج أيضاً منه فصلاً آخر في كتاب النذُور، قال: فقلتُ: يا رسول الله، إِنِّي أَنْخَلِعُ من مالي صدَقة إلى الله عز وجل، وإلى رسوله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَمْسك عليك بعض مالك فهو خَيْرٌ لك، قال: فقلتُ: إني مُمْسِكٌ سَهْمِي الذي بخَيْبَرَ. وفي أخرى له قال: قال كعب للنبي صلى الله عليه وسلم أوْ أبُو لُبَابَةَ، أو مَنْ ⦗١٨٥⦘ شاء الله -: إِنَّ من توبتي: أَن أهجُر دارَ قَوْمي التي أصبتُ فيها الذَّنْبَ، وأن أَنْخَلِعَ من مالي كُلِّهِ صدَقة، قال: ويُجْزئُ عنك الثُّلُثُ.

وأخرج النسائي منه فصلاً، قال: عبدُ اللهِ بنُ كعبٍ: سمعت كعبَ بن مالك يحدِّثُ حديثه، حين تَخلَّفَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزْوة تبُوكَ، قال: وصَبَّحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قادماً - وكان إذا قَدِمَ من سفرٍ بَدأَ بالمسجد فركعَ فيه ركعتين، ثم جلس للناس - فلما فعل ذلك: جاءهُ المُخلَّفُونَ، فَطَفِقُوا يعتذرون إليه، ويَحلِفُونَ له، وكانوا بِضْعاً وثمانين رجلاً، فقبل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلانيتَهم، وبايعهم، واسْتَغْفَرَ لهم، وَوَكَلَ سَرائرهم إلى الله تعالى، فجئُت حتى جلستُ بين يديه، فقال: مَا خَلَّفكَ؟ أَلم تكنِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ؟ قلتُ: يا رسولَ اللهِ، واللهِ لو جلستُ ... وذكر الحديث إلى قوله: قُمْ، حتى يقْضِي اللهُ فيك، فَقُمْتُ فَمضيْتُ.

وأخرج منه أيضاً: أمْرَه باعتزال امرأته. وأخرج منه فصلاً في كتاب النذور، مثلَ ما أخرجَ أبو داود (٢٧) . ⦗١٨٦⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(عير) العير: الإبل والحمير تحمل الميرة والتجارة، ونحو ذلك.

(تواثقنا) التواثق: تفاعل من الميثاق، وهو العهد والحلف.

(راحلتين) الراحلة: الجمل والناقة القويان على الأسفار والأحمال، والهاء فيه للمبالغة. كداهية (٢٨) ، وراوية، وقيل: إنما سميت راحلة، لأنها تُرَحَّل، أي: تحمّل، فهي فاعلة بمعنى مفعولة، كقوله تعالى {في عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} [الحاقة: ٢١] أي: مرضية.

(ورّى) عن الشيء: إذا أخفاه وذكر غيره.

(مفازاً) المفاز والمفازة: البرية القفر، سميت بذلك تفاؤلاً بالفوز والنجاة، وقيل: بل هو من قولهم: فوَّز: إذا مات.

(فجلا) جلا الشيء: إذا كشفه، أي: أظهر للناس مقصده.

(بوجههم) وجه كل شيء: مستقبله، ووجههم: جهتهم التي يستقبلونها ومقصدهم.

(أصعر) : أميل.

(فتهجّر) التهجير: معناه: المبادرة إلى الشيء في أول وقته، ويجوز أن ⦗١٨٧⦘ يريد به وقت الهاجرة.

(استمر الجد) أي تتابع الاجتهاد في السير.

(يتمادى) التمادي: التطاول والتأخر.

(تفارط) الغزو: تقدم وتباعد: أي بعد ما بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المسافة.

(طفقت) مثل جعلت.

(أسوة) الأسوة - بكسر الهمزة وضمها-: القدوة.

(مغموصاً) المغموص: المعيب المشار إليه بالعيب.

(والنظر في عِطْفيه) يقال: فلان ينظر في عطفيه. إذا كان معجباً بنفسه.

(يزول به السراب) زال به السراب يزول: إذا ظهر شخصه خيالاً فيه.

(لمزه) اللمز: العيب، وقد ذُكر.

(قافلاً) القافل: الراجع من سفره إلى وطنه.

(بثي) البث: أشد الحزن، كأنه من شدته يبثه صاحبه: أي يظهره.

(أظل) الإظلال: الدنو، وأظلك فلان: أي دنا منك، كأنه ألقى عليك ظله.

(زاح) عني الأمر: زال وذهب. ⦗١٨٨⦘

(فأجمعت) أجمعت على الشيء: إذا عزمت على فعله.

(المخلَّفون) جمع مخلَّف، وهم المتأخرون عن الغزو، خلفهم أصحابهم بعدهم فتخلَّفوهم.

(بضعة) البضع: ما بين الثلاث إلى التسع من العدد. (ووكل سرائرهم) وكلت الشيء إليك: أي رددته إليك، وجعلته إليك. والمراد به: أنه صرف بواطنهم إلى علم الله تعالى.

(ظهرك) الظهر هنا: عبارة عما يركب.

(ليوشكن) أوشك يوشك: إذا أسرع.

(تجد) تجد من الموجدة: الغضب.

(يؤنبونني) التأنيب: الملامة والتوبيخ.

(فاستكانا) الاستكانة: الخضوع.

(تسوَّرت) الجدار: إذا ارتفعت فوقه وعلوته.

(مَضِيعَة) المضيعة: مفعلة من الضياع: الاطراح والهوان، كذا أصله، فلما كانت عين الكلمة ياء، وهي مكسورة، نقلت حركتها إلى الفاء وسكنت الياء، فصارت بوزن معيشة، والتقدير فيهما سواء، لأنهما من ضاع وعاش.

(نُواسِك) المواساة: المشاركة والمساهمة في المعاش والرزق ونحو ذلك. ⦗١٨٩⦘

(فتيممت) التيمم: القصد.

(استلبث) : استفعل، من لبث: إذا قام وأبطأ.

(رحب) الرحب: السعة.

(أوفى) على الشيء: إذا أشرف عليه.

(سَلع) : جبل في أرض المدينة.

(ركض) الركض: ضرب الراكب الفرس برجليه ليسرع في العدو.

(آذن) : أعلم.

(أتأمم) بمعنى: أتيمم: أي أقصد.

(فوجاً) الفوج: الجماعة من الناس.

(يبرق) برق وجهه: إذا لمع وظهر عليه أمارات السرور والفرح.

(أنخلع) أنخلع من مالي: أي أخرج من جميعه، كما يخلع الإنسان قميصه.

(ساعة العسرة) سمي جيش تبوك جيش العسرة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ندب الناس إلى الغزو في شدة الحر، فعسر عليهم. وكان وقت إدراك الثمار.

(رِجْس) الرجس: النجس.

(إرجاء) الإرجاء: التأخير. ⦗١٩٠⦘

(يحطمكم) الناس: أي يطؤونكم ويزدحمون عليكم، وأصل الحطم: الكسر.


(١) " ليلة العقبة " هي الليلة التي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها الأنصار على الإسلام والإيواء والنصر، وذلك قبيل الهجرة، والعقبة هي التي في طرف منى من ناحية مكة، التي تضاف إليها جمرة العقبة، وكانت بيعة العقبة مرتين، كانوا في السنة الأولى: اثني عشر، وفي الثانية: سبعين، كلهم من الأنصار.
(٢) أي: تعاقدنا وتعاهدنا.
(٣) أي: بدلها ومقابلها، وذلك لأنها كانت سبب قوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظهور الإسلام، وإعلاء الكلمة.
(٤) بضم الهمزة وإسكان الهاء - أي: ليستعدوا بما يحتاجون إليه في سفرهم ذلك.
(٥) وفي رواية لمسلم " وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بناس كثير يزيدون على عشرة آلاف، ولا يجمعهم ديوان حافظ ".
(٦) قال النووي: هو بكسر الدال على المشهور، وحكي فتحها. وهو فارسي، وقيل: عربي.
(٧) في رواية للبخاري ومسلم: فتجهز.
(٨) قال النووي: " حتى بلغ تبوكاً " هكذا هو في أكثر النسخ: تبوكاً بالنصب، وكذا هو في نسخ البخاري، وكأنه صرفها لإرادة الموضع دون البقعة.
(٩) قال النووي: هذا دليل لرد غيبة المسلم الذي ليس بمنهمك في الباطل، وهو من مهمات الآداب، وحقوق الإسلام.
(١٠) قال النووي: المبيض بكسر الياء: هو اللابس الأبيض، ويقال: هم المبيضة والمسودة، بالكسر فيهما: أي لابسوا البيض والسود. وقوله يزول به السراب، أي: يتحرك وينهض، والسراب: هو ما يظهر للإنسان في الهواجر في البراري كأنه ماء.
(١١) قال النووي: قيل: معناه: أنت أبو خيثمة، قال ثعلب: العرب تقول: كن زيداً، أي: أنت زيد، قال القاضي عياض: والأشبه أن " كن " هنا للتحقيق والوجود، أي: يوجد هذا الشخص أبا خيثمة حقيقة، وهذا الذي قاله القاضي هو الصواب، وهو معنى قول صاحب التحرير، تقديره: اللهم اجعله أبا خيثمة، وليس في الصحابة من يكنى أبا خيثمة إلا اثنان. أحدهما: هذا. والثاني: عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي.
(١٢) قال النووي: أي: عزمت عليه، يقال: أجمع أمره وعلى أمره وعزم عليه بمعنى.
(١٣) بنصب الياء من " كافيك " خبر كان، واسمها " استغفار " و " ذنبك " منصوب بإسقاط الخافض، قاله الزركشي.
(١٤) قال النووي: مرارة بن الربيع العامري، هكذا هو في جميع نسخ مسلم " العامري " وأنكره العلماء، وقالوا: هو غلط، إنما صوابه العمري - بفتح العين وإسكان الميم - من بني عمرو بن عوف، وكذا ذكره البخاري، وكذا نسبه محمد بن إسحاق، وابن عبد البر وغيرهما من الأئمة، قال القاضي: هذا هو الصواب، وان كان القابسي قد قال، لا أعرفه إلا العامري، فالذي ذكره الجمهور أصح.
وأما قوله: مرارة بن الربيع، فهو رواية البخاري، ووقع في نسخ مسلم، وكذا نقله القاضي عن نسخ مسلم: مرارة بن ربيعة، قال ابن عبد البر: يقال بالوجهين، و " مرارة " بضم الميم وتخفيف الراء المكررة.
(١٥) قال النووي: هو بقاف ثم فاء، منسوب إلى بني واقف، بطن من الأنصار، وهو هلال بن أمية بن عامر بن كعب بن واقف، واسم واقف: مالك بن امرئ القيس بن مالك بن أوس الأنصاري.
(١٦) قال النووي: بالرفع، وموضعه نصب على الاختصاص، قال سيبويه نقلاً عن العرب: " اللهم اغفر لنا أيتها العصابة " وهذا مثله، وفي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا، دليل على لزوم هجران أهل البدع والمعاصي.
(١٧) قال القاضي: لعل أبا قتادة لم يقصد بهذا تكليمه، لأنه منهي عن كلامه، وإنما قال ذلك لنفسه، لما ناشده الله، فقال أبو قتادة: مظهراً لاعتقاده، لا لسمعه، ولو حلف رجل لا يكلم رجلاً، فسأله عن شيء؟ فقال: الله أعلم، يريد إسماعه وجوابه: حنث.
(١٨) يقال: النبط والأنباط والنبيط، وهم فلاحو العجم.
(١٩) قال النووي: في بعض النسخ " نواسيك " بزيادة ياء، وهو صحيح. أي: ونحن نواسيك، وقطعه عن جواب الأمر، ومعناه: نشاركك فيما عندنا.
(٢٠) أنث الضمير الراجع إلى الكتاب: على معنى الصحيفة، قاله الزركشي.
(٢١) أي: صعد على جبل سلع الذي يشرف على دار كعب. والصارخ: هو أبو بكر رضي الله عنه، تعجل ذلك ليكون أسبق بالبشارة ممن ركض الفرس.
(٢٢) وكعب وطلحة أخوين في الله، آخى بينهما صلى الله عليه وسلم.
(٢٣) قال النووي: أي: أنعم عليه، والبلاء والإبلاء: يكون في الخير والشر، لكن إذا أطلق كان للشر غالباً، وإذا كان في الخير قيد كما قيده هنا، فقال: أحسن مما أبلاني.
(٢٤) قال النووي: هكذا هو في جميع نسخ مسلم، وكثير من روايات البخاري، قال العلماء: لفظة " لا " في قوله " أن لا أكون " زائدة، ومعناه: أن أكون كذبته، كقوله تعالى: {ما منعك ألّا تسجد إذ أمرتك} [الأعراف: ١٢] وقوله: " فأهلك " هو بكسر على الفصيح المشهور، وحكى فتحها، وهو شاذ.
(٢٥) بفتح الميم وسكون العين، أي: ذات اعتناء بي، كذا عند الأصيلي. ولغيره بضم الميم وكسر العين من العون، والأول أليق بالحديث، قاله الزركشي.
(٢٦) في هذا الحديث فوائد كثيرة منها: إباحة الغنيمة لهذه الأمة، إذ قال: يريدون عيراً لقريش، وفضيلة أهل بدر والعقبة، والمبايعة مع الإمام، وجواز الحلف من غير استحلاف، وتورية المقصد إذا دعت إليه ضرورة، والتأسف على ما فات من الخير، وتمني المتأسف عليه، ورد الغيبة، وهجران أهل البدعة، وأن للإمام أن يؤدب بعض أصحابه بإمساك الكلام عنه، واستحباب صلاة القادم، ودخوله المسجد أولاً، وتوجه الناس إليه عند قدومه، والحكم بالظاهر وقبول المعاذير، واستحباب البكاء على نفسه، وأن مسارقة النظر في الصلاة لا تبطلها، وفضيلة الصدق، وأن السلام ورده كلام، وجواز دخول بستان صديقه بغير إذنه، وأن الكتابة لا يقع بها الطلاق ما لم ينوه، وإيثار طاعة ⦗١٨٣⦘ الله ورسوله على مودة القريب، وخدمة المرأة لزوجها، والاحتياط بمجانبة ما يخاف منه الوقوع في منهي عنه، إذ كعب لم يستأذن في خدمة امرأته لذلك، وجواز إحراق ورقة فيها ذكر الله تعالى إذا كان لمصلحة، واستحباب التبشير عند تجدد النعمة واندفاع الكربة، واجتماع الناس عند الإمام في الأمور المهمة، وسروره بما يسر أصحابه، والتصدق بشيء عند ارتفاع الحزن، والنهي عن التصدق بكل المال عند خوف عدم الصبر، وإجازة التبشير بخلعة، وتخصيص اليمين بالنية، وجواز العارية ومصافحة القادم، والقيام له، واستحباب سجدة الشكر، والتزام مداومة الخير الذي انتفع به، وانظر " فتح الباري " ٨ / ٢٩٣ - ٢٩٥ و " دليل الفالحين " لابن علان ١ / ١٢١، ١٢٢.
(٢٧) البخاري ٥ / ٢٨٩ في الوصايا، باب إذا تصدق ووقف بعض ماله، وفي الجهاد، باب من أراد غزوة فورى بغيرها، وفي الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب وفود الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، وفي المغازي، باب قصة غزوة بدر، وباب غزوة تبوك، وفي تفسير سورة براءة، باب {لقد تاب الله على النبي} ، وباب {وعلى الثلاثة الذين خلفوا} ، وباب {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} ، وفي الاستئذان، باب من لم يسلم على من اقترف ذنباً، وفي الأيمان والنذور، باب إذا أهدى ماله على وجه النذر والمثوبة، وفي الأحكام، باب هل للإمام أن يمنع المجرمين وأهل المعصية من الكلام معه والزيارة، ومسلم رقم (٢٧٦٩) في التوبة، باب حديث توبة كعب بن مالك، والترمذي رقم (٣١٠١) ⦗١٨٦⦘ في التفسير، باب ومن سورة براءة، وأبو داود رقم (٢٢٠٢) في الطلاق، باب فيما عني به الطلاق والنيات، وفي الجهاد، باب إعطاء البشير، وفي النذور، باب من نذر أن يتصدق بماله، والنسائي ٦ / ١٥٢ في الطلاق، باب الحقي بأهلك، وفي النذور، باب إذا أهدى ماله على وجه النذر، وأخرجه أحمد ٣ / ٤٥٩، ٤٦٠، والطبري رقم (١٧٤٤٧) .
(٢٨) في المطبوع: ككراهية، وهو تحريف.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (٣/٤٥٦) قال: حدثنا عتاب بن زياد، قال: حدثنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس. وفي (٣/٤٥٦) قال: حدثنا يعقوب بن إبرهيم، قال: حدثنا ابن أخي الزهري محمد بن عبد الله. وفي (٣/٤٥٩) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث بن سعد. قال: حدثني عقيل بن خالد. و «البخاري» (٤/٩) و (٥٨) و (٥٢٩) و (٥/٦٩) و (٩٢) و (٦/٣) و (٨٦) و (٨٩) و (٨/٧٠) و (٩/١٠٢) قال: حدثنا يحيى ابن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (٥/٩٦) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عنبسة. قال: حدثنا يونس. وفي (٦/٨٧) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثني ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) قال أحمد (بن صالح) : وحدثنا عنبسة. قال: حدثنا يونس. وفي (٦/٨٨) قال: حدثني محمد قال: حدثنا أحمد بن أبي شعيب. قال: حدثنا موسى بن أعين. قال: حدثنا إسحاق بن راشد. وفي (٨/١٧٥) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وفي «الأدب المفرد» (٩٤٤) قال البخاري: حدثنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. قال: حدثني عقيل. و «مسلم» (٨/١٠٥) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح مولى بني أمية. قال: أخبرني ابن وهب. قال: أخرني يونس. وفي (٨/١١٢) قال: وحدثنيه محمد بن رافع. قال: حدثنا حجين بن المثنى. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. و «أبو داود» (٢٢٠٢) و (٣٣١٧) قال: حدثنا أحمد بن عمرو ابن السرح، وسليمان بن داود. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وفي (٢٧٧٣ و٤٦٠٠) قال: حدثنا ابن السرح. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وفي (٣٣٢١) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا حسن بن الربيع. قال: حدثنا ابن إدريس. قال: قال ابن إسحاق. و «النسائي» (٢/٥٣) و (٦/١٥٢) و (٧/٢٢) . وفي الكبرى (٧٢١) قال: أخبرنا سليمان بن داود. قال: حدثنا ابن وهب، عن يونس. وفي (٦/١٥٣) قال: أخبرني محمد بن جبلة ومحمد بن يحيى بن محمد. قالا: حدثنا محمد بن موسى بن أعين. قال: حدثنا أبي، عن إسحاق بن راشد. وفي (٦/١٥٣) و (٧/٢٣) قال: أخبرنا يوسف بن سعيد. قال: حدثنا حجاج بن محمد. قال: حدثنا الليث بن سعد. قال: حدثني عقيل.
خمستهم (يونس، وابن أخي الزهري، وعقيل، وإسحاق بن راشد، ومحمد بن إسحاق) عن ابن شهاب الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه عبد الله بن كعب، فذكره.
* أخرجه أحمد (٣/٤٥٥) و (٦/٣٨٦) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر. و «الدارمي» (١٥٢٨) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي. قال: أخبرنا أبو عاصم. و «البخاري» (٤/٩٤) قال: حدثنا أبو عاصم. و «مسلم» (٢/١٥٦) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا الضحاك، يعني أبا عاصم (ح) وحدثني محمود بن غيلان. قال: حدثنا عبد الرزاق. و «أبو داود» (٢٧٨١) قال: حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني والحسن بن علي. قالا: حدثنا عبد الرزاق. و «النسائي» في الكبرى (الورقة ١١٨) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا أبو عاصم.
ثلاثتهم - عبد الرزاق، ومحمد بن بكر، وأبو عاصم- قالوا: أخبرنا ابن جريج. قال: أخبرني ابن شهاب، أن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب أخبره عن أبيه عبد الله بن كعب. وعن عمه عبيد الله بن كعب، عن عبد الله بن كعب، فذكره.
* في مسند أحمد (٣/٤٥٥) قال ابن بكر في حديثه: (عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب) عن أبيه عبد الله بن كعب بن مالك، عن عمه.
* وأخرجه أبو داود (٣٣١٨) قال: حدثنا أحمد بن صالح. و «النسائي» (٧/٢٢) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. و «ابن خزيمة» (٢٤٤٢) قال أخبرني: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. (ح) وأخبرنا يونس.
ثلاثتهم -أحمد، ويونس، ومحمد-عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. قال: أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، فذكره. ليس فيه (عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب) .
* قال أبو عبد الرحمن النسائي: يُشبه أن يكون الزهري سمع هذا الحديث من (عبد الله بن كعب) ومن (عبد الرحمن) عنه.
* وأخرجه أحمد (٣/٤٥٤) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا ابن جريج. وفي (٦/٣٩٠) قال: حدثنا يحيى ابن آدم. قال: حدثنا ابن المبارك، عن معمر ويونس. و «البخاري» (٤/٩٥) قال: حدثني أحمد بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا يونس. و «النسائي» (٦/١٥٢) قال: أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم. قال: حدثنا محمد بن مكي بن عيسى. قال: حدثنا عبد الله. قال: حدثنا يونس. وفي الكبرى (الورقة ١١٨) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن. قال: حدثنا الحجاج. قال: قال ابن جريج: أخبرني معمر.
ثلاثتهم -ابن جريج، ويونس، ومعمر - عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن جده كعب بن مالك. فذكره. ليس فيه (عبد الله بن كعب) .
* وأخرجه أحمد (٣/٤٥٥) و (٦/٣٨٧) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. (ح) حدثنا علي بن إسحاق. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا معمر. وفي (٣/٤٥٦) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا يونس. وفي (٣/٤٥٦) قال: حدثنا عامر بن صالح. قال: حدثني يونس بن يزيد. وفي (٦/٣٨٦) قال: حدثنا أبو أسامة. قال: أخبرنا ابن جريج. و «عبد بن جميد» (٣٧٥) قال: أخبرنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا يونس. و «الدارمي» (٢٤٥٤) قال: أخبرنا محمد بن يزيد الحزامي. قال: حدثنا ابن المبارك، عن معمر. وفي (٢٤٤١) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا يونس. و «البخاري» (٤/٥٩) قال: حدثني عبد الله بن محمد. قال: حدثنا هشام. قال: أخبرنا معمر. و «أبو داود» (٢٦٠٥) قال: حدثنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. عن يونس بن يزيد. و «ابن ماجة» (١٣٩٣) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. و «الترمذي» (٣١٠٢) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. و «النسائي» (٦/١٥٤) قال: أخبرني محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا محمد، وهو ابن نور، عن معمر، وفي الكبرى (الورقة ١١٨) قال: أخبرنا أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب، قال: أخبرني يونس.
ثلاثتهم -معمر، ويونس، وابن جريج - عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، فذكره.
* وأخرجه أحمد (٣/٤٥٥) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث. قال: حدثني عقيل. وفي (٣/٤٥٥) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (٦/٣٩٠) قال: حدثنا إسحاق، يعني ابن الطباع. قال: حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب.
ثلاثتهم - عقيل، ومعمر، ويزيد- عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، فذكره.
* وأخرجه مسلم (٨/١١٢) قال: حدثني عبد بن حميد. قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري. (ح) وحدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين. قال: حدثنا معقل، وهو ابن عبيد الله. و «النسائي» (٦/١٥٣) و (٧/٢٣) قال: أخبرنا محمد بن معدان بن عيسى. قال: حدثنا الحسن بن أعين. قال: حدثنا معقل. كلاهما -ابن أخي الزهري، ومعقل- عن الزهري. قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن عمه عبيد الله بن كعب. قال: سمعت أبي كعبا. فذكره.
* جميع روايات هذا الحديث جاءت مطولة ومختصرة، ومنها من اقتصر على جملة منه.
* وأخرجه أبو داود (٣٣١٩) قال: حدثني عبيد الله بن عمر. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه؛ أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم أو أبو لبابة، أو من شاء الله: إن من توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب، وأن أنخلع من مالي كله صدقة. قال: يجزئ عنك الثلث.

<<  <  ج: ص:  >  >>