للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٩١١ - (خ ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - كان يقول: «الله الذي لا إله إلا هو، إِن كُنْتُ لأعْتَمِدُ بكَبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشُدّ الحجرَ على بطْني من الجوع، ولقد قعدتُ يوماً على طريقهم الذي يخرجون منه، فَمَرَّ أبو بكر، فسألته عن آيةٍ من كتاب الله؟ ما سألته إلا ليَسْتَتْبِعني (١) ، فمرَّ فلم يفعل، ثم مَرَّ عُمر، فسألته عن آيةٍ من كتاب الله؟ ما سألته إلا ليَسْتَتْبِعَنَي (١) ، فمرَّ فلم يفعل، ثم مرَّ [بي] أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم-، فَتَبَسَّمَ حين رآني، وعرف ما في وجهي وما في نفسي، ثم قال: يا أبا هرّ، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: الحَقْ، ومضى فاتَّبعته، فدخل، فاستأذن، فأذِنَ لي فدخل، فوجد لبناً في قدح، فقال: من أين هذا اللبن؟ قالوا: أهداه لك فلان، أو فلانة، قال: أبا هرّ، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: الحَقْ إلى أهل الصُّفَّة - فادعُهُم لي - قال: وأهل الصُّفة أضياف الإِسلام، لا يأوون إلى أهلٍ ولا مال، ولا إلى أحدٍ، إذا أتته صدقةٌ ⦗٣٦١⦘ بعث بها إليهم، ولم يتناولْ منها شيئاً، وإذا أتته هَدِيَّةٌ أرسل إليهم، وأصاب منها وأشركهم فيها - فساءني ذلك، وقلت: وما هذا اللبن في أهل الصُّفة؟ كنت أحقَّ أن أصيب من هذا اللبن شَرْبةً أتقوَّى بها، فإذا جاؤوا أمرني، فكنت أنا أُعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن؟ ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بُدٌّ، فأتيتُهم فَدَعَوْتُهم، فأقبلوا واستأذنوا، فأذن لهم، وأخذوا مجالسهم من البيت، فقال: يا أبا هِرٍّ، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: خذ فأعطهم، قال: فأخذتُ القَدَحَ، فجعلت أعطيه الرَّجُلَ، فيشرب حتى يَروَى، ثم يردُّ عليَّ القَدَح، فأعطيه الآخر، فيشرب حتى يَرْوَى، ثم يردُّ عليَّ القَدَحَ، فأعطيه الآخر، فيشرب حتى يَرْوَى، ثم يردُّ عليَّ القدح، حتى انتهيت إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وقد رَوِيَ القوم كُلُّهم، فأخذ القَدَح، فوضعه على يده، فنظر إليَّ، فتبسّم، فقال: يا أبا هِرّ، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: بقيتُ أنا وأنت، قلت: صدقت يا رسول الله، قال: فاقعد فاشرب، فقعدتُ فشربت، فقال: اشرب، فشربت، فما زال يقول: [اشرب] حتى قلت: لا، والذي بعثك بالحق، ما أجِدُ له مَسْلَكاً، قال: فأرني فأعطيته [القَدَح] فحمد الله وسمَّى، وشرب الفضلة» أخرجه البخاري.

وأخرجه الترمذي، وأولُ حديثه: قال أبو هريرة: «كان أهل الصُّفَّةِ ⦗٣٦٢⦘ أضيافَ الإسلام، لا يأوون إلى أهل ولا مال، واللهِ الذي لا إله إلا هو ... » وذكر الحديث (٢) .


(١) وفي بعض النسخ: ليشبعني.
(٢) رواه البخاري ١١ / ٢٧ في الاستئذان، باب إذا دعي الرجل فجاء هل يستأذن، وفي الرقاق، باب كيف كان عيش النبي صلى لله عليه وسلم وأصحابه وتخليهم عن الدنيا، والترمذي (٢٤٧٩) في صفة القيامة، باب رقم (٣٧) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (٢/٥١٥) قال: حدثنا روح. والبخاري (٨/٦٧) قال: حدثنا أبو نعيم. (ح) وحدثنا محمد بن مقاتل. قال: أخبرنا عبد الله. وفي (٨/١١٩) قال: حدثنا أبو نعيم بنحو من نصف هذا الحديث. والترمذي (٢٤٧٧) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا يونس بن بكير. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (١٠/١٤٣٤٤) عن أحمد بن يحيى، عن أبي نعيم.
أربعتهم - روح بن عبادة، وأبو نعيم، وعبد الله بن المبارك، ويونس - عن عمر بن ذر، قال: حدثنا مجاهد، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة.

<<  <  ج: ص:  >  >>