للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٩٩٠ - (م د س) محمد بن شهاب قال: «قال عروة بن الزبير: إن أخاه عبد الله قام بمكة، فقال: إن ناساً أعمى الله قلوبهم، كما أعمى أبصارهم، يُفْتُون بالمتعة - يعرِّض برجل (١) - فناداه، فقال: إنك لَجِلْفٌ جافٍ، ⦗٤٤٧⦘ فلعمري، لقد كانت المتعة تُفعل على عهد إمام المتَّقين - يريد به رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال له ابن الزبير: فَجَرِّبْ بِنَفْسِك، فوالله لئن فعلتها لأَرْجُمَنَّكَ بأحجارك. قال ابن شهاب: فأخبرني خالد بن المهاجر بن سيف الله: أنه بينا هو جالس عند رجل جاءه رجل فاستفتاه في المتعة، فأمره بها، فقال له ابن أبي عَمْرة الأنصاري: مَهْلاً، قال: ما هي والله، لقد فُعِلَتْ في عهد إمام المتقين. قال ابن أبي عمرة: إنها كانت رخصة في أول الإسلام لمن اضْطُرَّ إليها، كالميتة والدم ولحم الخنزير، ثم أحكم الله الدِّين، ونهى عنها» .

قال ابن شهاب: وأخبرني ربيع بن سَبْرة الجُهني: أن أباه قال: «قد كنتُ استمتعتُ في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بِبُرْدَيْنِ أحمرين امرأةً من بني عامر، ثم نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن المتعة» .

قال ابن شهاب: وسمعت الربيع بن سَبْرة: يحدّث ذلك عمرَ بن عبد العزيز وأنا جالس.

وفي رواية عن عمر بن عبد العزيز قال: حدَّثني الربيعُ بن سَبْرَةَ عن أبيه أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «نهى عن المتعة، وقال: ألا إنَّها حرام من يومكم هذا إلى يوم القيامة، ومن كان أُعطِيَ شيئاً فلا يأخذه» .

وفي رواية: قال سبرةُ: «أذِنَ لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالمتعة، فانطلقتُ أنا ورجل إلى امرأة من بني عامر، كأنها بَكْرة عَيطاء، فعرضنا عليها ⦗٤٤٨⦘ أنفسنا، فقالت: ما تعطي؟ فقلت: ردائي، وقال صاحبي: ردائي، وكان رداء صاحبي أجود من ردائي، وكنتُ أشبَّ منه، فإذا نظرتْ إلى رداء صاحبي أعجبها، وإذا نظرت إليَّ أعجَبْتُها، ثم قالت: أنت ورداءك يكفيني، فمكثتُ معها ثلاثاً، ثم إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ كان عنده شيء من هذه النساء التي يَتَمتَّع بها فَلْيُخَلِّ سبيلَها» .

وفي رواية عن الربيع: «أن أباه غزا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فتح مكة، قال: فأقمنا بها خمس عشرة - ثلاثين بين ليلة ويوم - فأذِن لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في متعة النساء، فخرجتُ أنا ورجل من قومي، ولي عليه فَضْل في الجمال وهو قريب من الدَّمامة، ومع كل واحد مِنَّا بُرْدُه، فبُردي خَلَقٌ، وأمَّا بُردُ ابنِ عمي: فَبُردٌ جديدٌ غَضٌّ، حتى إذا كنا بأسفل مكةَ أو بأعلاها، فتلقتْنا فتاة مثلُ البَكْرة العَنَطْنَطة - أو كأنها بكرةٌ عيطاء - فقلنا لها: هل لكِ أن يستمتع منكِ أحدُنا؟ قالت: وماذا تبذلان؟ فنشر كل واحد منا بُرْدَه، فجعلت تنظر إلى الرجلين، ويراها صاحبي تنظر إلى عِطْفها، فقال: إنَّ بُرْدَ هذا خَلَقٌ، وبُردي جديد غَضٌّ، فقالت: بُردُ هذا يكفيني، لا بأس به - مرتين، أو ثلاثاً - ثم استمتعتُ به منها، فلم أخرج حتى حرَّمها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» .

وفي رواية نحوه، وزاد: «هل يصلح ذاك؟» وفيه قال: «إن بُرْدَ هذا خَلَقٌ مَحٌّ» . ⦗٤٤٩⦘

وفي أخرى «أنَّ أباه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا أيُّها الناس، إني كنتُ قد أذِنْتُ لكم في الاستمتاع من النساء، وإنَّ الله قد حَرَّم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهن شيء فليُخَلِّ سبيله، ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً» .

زاد في رواية: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قائماً بين الركن والباب وهو يقول ... فذكر الحديث، وذكر التحريم إلى يوم القيامة» .

وفي أخرى قال: «أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالمتعة عام الفتح، حين دخلنا مكة، ثم لم نخرجْ منها حتى نهانا عنها» .

وفي أخرى نحو ما تقدم، وفيه: «فآمَرَتْ نفسَها ساعة، ثم اختارتْني على صاحبي، فكنّ معنا ثلاثاً، ثم أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بفراقهنَّ» .

وفي أخرى مختصراً: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى زمان الفتح عن متعة النساء» .

زاد في رواية: «أنَّ أباه كان تمتع بِبُرْدَين أحمرين» هذه رواية مسلم.

وفي رواية أبي داود عن الزهري قال: «كُنَّا عند عمر بن عبد العزيز، فتذاكرنا متعة النساء، فقال له رجل يقال له الربيعُ بن سَبْرَة: أشهد على أبي أنه حدَّث: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عنها في حجة الوداع» .

وفي رواية مختصراً عن سَبْرة «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- حرَّم متعة النساء» وأخرج النسائي الرواية الثالثة بطولها. ⦗٤٥٠⦘[وفي رواية أبي داود عن الزهري قال: «كُنَّا عند عمر بن عبد العزيز، فتذاكرنا مُتْعَةَ النساء، فقال له رجل يقال له الربيعُ بن سَبْرة: أشهد على أبي أنه حَدَّث: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- حَرَّم مُتْعَةَ النساء» ] (٢) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الجِلف) : الأحمق الجاهل، و «الجافي» النافر الطبع.

(نكاح المتعة) هو النكاح إلى أجل معين.

(الدَّمامة) بالدال المهملة: صِغَر الخِلْقَةِ وقُبْح المنظر.

(الغضُّ) : الطريُّ، والمراد: أنه جديد.

(البَكْرة) : الفتِيَّة من النُّوق، وأراد بها: المرأةَ الشابَّة.

(العَيطاء) : المرأة الطويلة العنق في اعتدال، وكذلك «العَنَطْنَطَة» .

(مَحّ) المَحُّ: البالي الخَلَق من الثياب.


(١) قال النووي: يعني: يعرض بابن عباس.
(٢) رواه مسلم رقم (١٤٠٦) في النكاح، باب نكاح المتعة، وأبو داود رقم (٢٠٧٢) و (٢٠٧٣) في النكاح، باب في نكاح المتعة، والنسائي ٦ / ١٢٦ و ١٢٧ في النكاح، باب تحريم المتعة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (٨٤٦) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (٣/٤٠٤) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا معمر. وفي (٣/٤٠٤) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا إسماعيل بن أمية. وفي (٣/٤٠٤) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (٣/٤٠٥) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والدارمي (٢٢٠٢) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا ابن عيينة. ومسلم (٤/١٣٣) قال: حدثنا عمرو الناقد، وابن نمير، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن علية، عن معمر. (ح) وحدثنيه حسن الحلواني، وعبد بن حميد، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وأبو داود (٢٠٧٢) قال: حدثنا مسدد بن مسرهد، قال: حدثنا عبد الوارث، عن إسماعيل بن أمية. وفي (٢٠٧٣) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (٣٨٠٩) عن محمد بن عبد الله بن بزيع، عن يزيد، وهو ابن زريع، عن معمر. (ح) وعن محمد بن بشار، عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق.
ستتهم - ابن عيينة، ومعمر، وإسماعيل بن أمية، وصالح، ويونس، ومحمد بن إسحاق - عن الزهري، عن الربيع بن سبرة، فذكره.
في رواية إسماعيل بن أمية. سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع، ينهى عن نكاح المتعة.
وفي رواية يونس: «قد كنت استمتعت في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، امرأة من بني عامر، ببردين أحمرين، ثم نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عن المتعة.» .
وبلفظ: «خرجنا مع ريول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع، فقالوا: يا رسول الله، إن العزبة قد اشتدت علينا، قال: فاستمتعوا من هذه النساء، فأتيناهن، فأبين أن ينكحننا إلا أن نجعل بيننا وبينهن أجلا..» .
١- أخرجه الحميدي (٨٤٧) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (٣/٤٠٤) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (٣/٤٠٥) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت عبد ربه بن سعيد. وفي (٤/٤٠٥) أيضا قال: حدثنا وكيع. والدارمي (٢٢٠١) قال: أخبرنا جعفر بن عون. ومسلم (٤/١٣٢) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبدة بن سليمان. وابن ماجه (١٩٦٢) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبدة بن سليمان، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (٣٨٠٩) عن محمد بن الوليد البصري، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عبد ربه بن سعيد. (ح) وعن محمود بن غيلان، عن سليمان بن حرب، عن شعبة، عن عبد ربه بن سعيد.
سبعتهم - سفيان، ومعمر، وعبد ربه، ووكيع وجعفر، وابن نمير، وعبدة - عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز.
٢- وأخرجه أحمد (٣/٤٠٤) قال: حدثنا يعقوب. ومسلم (٤/١٣٢) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد.
كلاهما - يعقوب، وإبراهيم - عن عبد الملك بن الربيع بن سبرة.
٣- وأخرجه أحمد (٣/٤٠٥) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب ومسلم (٤/١٣١) قال: حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري، قال: حدثنا بشر، يعني ابن المفضل. وفي (٤/١٣٢) قال: حدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا وهيب.
كلاهما - بشر، ووهيب - عن عمارة بن غزية.
٤- وأخرجه أحمد (٣/٤٠٥) قال: حدثنا يونس. ومسلم (٤/١٣١) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي (٦/١٢٦) قال: أخبرنا قتيبة.
كلاهما - يونس، وقتيبة - قالا: حدثنا الليث هو ابن سعد.
٥- وأخرجه مسلم (٤/١٣٣) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا عبد العزيز بن الربيع بن سبرة بن معبد.
٦- وأخرجه مسلم (٤/١٣٤) قال: حدثني سلمة بن شبيب والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (٣٨٠٩) عن المغيرة بن عبد الرحمن الحراني.
كلاهما - سلمة، والمغيرة - عن الحسن بن محمد بن أعين، عن معقل، عن ابن أبي عبلة، عن عمر بن عبد العزيز.
ستتهم - عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وعبد الملك بن الربيع، عمارة بن غزية، والليث، وعبد العزيز بن الربيع، وعمر بن عبد العزيز - عن الربيع بن سبرة، فذكره.
* أخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (٣٨٠٩) عن أحمد بن عثمان بن حكيم، عن خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن رجل من بني سبرة، عن أبيه، فذكره.
* رواية بشر بن المفضل، عن عمارة بن غزية «أن أباه غزا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتح مكة، قال: فأقمنا بها خمس عشرة، ثلاثنين بين ليلة ويوم،..» فذكره مثله.

<<  <  ج: ص:  >  >>