للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٤٨٦ - (خ) مهدي بن ميمون قال: سمعتُ أبا رجاء العطاردي - رضي الله عنه - يقول: «كنا في الجاهلية نَعبُدُ الحَجَرَ، فإذا وجدنا حَجراً هو أَخْيَرُ منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حَجَراً جمعنا جَثْوَةً مِنْ تراب، ثم جئنا بالشاة فَحَلْبنا عليه، ثم طُفنا به، فإذا دخل شهر رجب قلنا: مُنْصِل الأسِنَّة، فلا نَدَعُ رُمحاً فيه حديدةٌ ولا سهماً فيه حديدةٌ إلا نزعناه وألقيناه [شهرَ رجب] (١) . ⦗٧٨٤⦘ قال مهدي: وسمعت أبا رجاء يقول: كنتُ يومَ بُعِثَ (٢) رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- غلاماً أرعى الإبل على أهلي، فلما سمعنا بخروجه فَرَرْنَا إلى النار، إلى مسيلمة الكذَّاب» (٣) .

قال الحميديُّ: إنما روى البخاري هذا الحديث ليعرِّف أنَّ العطارديَّ ممن أدرك الجاهلية، وأنه لم يُسلم في أول الإسلام.

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(جثوة) جثا يجثو، ويجثي، جُثَى: إذا سفا تراباً أو غيره في يده.

(مُنْصِل) كانوا يسمّون في الجاهلية رجباً مُنصِلَ الأسِنَّةَ، أي: مخرجها من أماكنها من الرماح والسهام إبطالاً للقتال، وقطعاً لأسباب الفتن، فلما كان رجب سبباً لذلك نُسِبَ إليه، وأخبر به عنه، يقال: أنصلتُ الرمح والسهم: إذا أخرجت نَصْله منه.


(١) أي: في شهر رجب، قال الحافظ في " الفتح ": ولبعضهم: لشهر رجب، أي: لأجل شهر رجب.
(٢) قال الحافظ في " الفتح ": الذي يظهر أن مراده بقوله: بعث، أي: اشتهر أمره عندهم، ومراده بخروجه، أي: ظهوره على قومه من قريش بفتح مكة، وليس المراد مبدأ ظهوره بالنبوة، ولا خروجه من مكة إلى المدينة لطول المدة بين ذلك وبين خروج مسيلمة، وانظر " الفتح " ٨ / ٧١.
(٣) رواه البخاري ٨ / ٧١ في المغازي، باب وفد بني حنيفة وحديث ثمامة بن أثال.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (٥/٢١٦) قال: حدثنا الصلت بن محمد. قال: سمعت مهدي بن ميمون، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>