للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن كانت لهم فئة، أجهز على جريحهم، واتبع مُولِّيهم، وإلا فلا.

منحة السلوك

يمرُقون (١) من الدين كما يمرق السهم (٢) من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم يوم القيامة" رواه أحمد، ومسلم، والبخاري (٣).

قوله: فإن كانت لهم فئة. أي: جماعةٌ، أجهز على جريحهم. يعني: يتم جرحه، واتبع موليهم؛ دفعًا لشرِّهم؛ لئلَّا يلحق المولِّي والجريح بالفئة (٤).

قوله: وإلا فلا. أي: وإن لم يكن لهم فئة، لا يجهز على جريحهم، ولا يتبع موليهم (٥).


(١) مرق، بمعنى: خرج، ومنه سميت الخوارج مارقة.
لسان العرب ١٠/ ٣٤١ مادة مرق، القاموس المحيط ٤/ ٢٣٢ مادة م ر ق، مختار الصحاح ص ٢٥٨ مادة م ر ق، المصباح المنير ٢/ ٥٦٩ مادة المرق.
(٢) السهم: النبل، وهو عود من خشب، يسوى في طرفه نصل، يرمى به عن القوس. القاموس المحيط ٢/ ٤٣٩ مادة س هـ م، المصباح المنير ١/ ٢٩٣ مادة السهم، لسان العرب ١٢/ ٣٠٨ مادة سهم.
(٣) أحمد ١/ ٨٨، ومسلم ٢/ ٧٤١ كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم رقم ١٠٦٤، والبخاري ٣/ ١٢١٩ كتاب الأنبياء، باب قول الله: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} رقم ٣١٦٦.
(٤) وذهب المالكية، والشافعية، والحنابلة: إلى أنه لا يجهز على جريحهم، ولا مواليهم، ولا تسبى ذراريهم، ولا تغنم أموالهم، ولا يتبع مدبرهم، ولا يقتل أسيرهم، سواء كانت لهم فئة، أم لا.
بداية المبتدي ٢/ ٤٦٤، شرح فتح القدير ٦/ ١٠٣، الكتاب ٤/ ١٥٥، الهداية ٢/ ٤٦٤، الشرح الكبير للدردير ٤/ ٢٩٩، حاشية الدسوقي ٤/ ٩٩، منح الجليل ٩/ ٢٠٠، المنهاج ٤/ ١٧٤، زاد المحتاج ٤/ ١٧٧، العمدة لابن قدامة ص ١١١، مختصر الخرقي ص ١٢٣، الإفصاح ٢/ ٢٣١.
(٥) بداية المبتدي ٢/ ٤٦٤، الاختيار ٤/ ١٥٢، الهداية ٢/ ٤٦٤، المختار ٤/ ١٥٢، الكتاب ٤/ ١٥٥، شرح فتح القدير ٦/ ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>