للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفقير الصابر، أفضل من الغني الشاكر، وقيل: على العكس، والأول عندي: أصح.

منحة السلوك

[[المفاضلة بين الفقير والغني]]

قوله: والفقير الصابر، أفضل من الغني الشاكر (١).

لأنه -صلى الله عليه وسلم- اختار الفقر فقال: "أحيني مسكينًا" (٢).

قوله: وقيل: على العكس.

أي: قيل الغني الشاكر، أفضل من الفقير الصابر (٣)؛ لأن مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال إنما تؤخذ من الغني، لا من الفقير، بإيصال النفع، وبرِّه، وإحسانه.

قال المصنِّف: والأول عندي أصح (٤).

قلت: الثاني عندي أصح في هذا الزمان (٥).


(١) المبسوط ٣٠/ ٢٥٤.
(٢) رواه الترمذي ٧/ ٩٧ كتاب الزهد، باب ما جاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم رقم ٢٣٥٣ عن أنس -رضي الله عنه-.
قال الترمذي: هذا حديث غريب.
ورواه ابن ماجه ٢/ ١٣٨١ كتاب الزهد، باب مجالسة الفقراء رقم ٤١٢٦ من طريق يزيد بن سنان، عن أبي المبارك، عن عطاء، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-.
قال البوصيري في مصباح الزجاج ٣/ ٢٧٥: هذا إسناد ضعيف، أبو المبارك لا يعرف اسمه وهو مجهول، ويزيد بن سنان التيمي أبو فروة ضعيف. وتمامه "اللهم أحيني مسكينًا، وأمتني مسكينًا، واحشرني في زمرة المساكين".
(٣) المبسوط ٣٠/ ٢٥٤.
(٤) وهذا ما ذهب إليه الإمام محمد بن الحسن في كتاب الكسب ص ٥١، قال: وحجتنا أن الفقر أسلم للعباد، وأعلى الدرجات للعبد ما يكون أسلم له.
(٥) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوي ١١/ ٢١: والصحيح أن أفضلهما أتقاهما، فإن استويا في التقوى استويا في الدرجة. فإن الفقراء يسبقون الأغنياء إلى الجنة، لأنه =

<<  <  ج: ص:  >  >>