للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والشكر بعده.

ومن اشتد جوعه، وعجز عن كسب قوته، يجب على كل من علم بحاله إطعامه،

منحة السلوك

قوله: والشكر بعده.

أي: من سنن الطعام: الشكر بعده، وهو أن يشكر الله، ويحمده، ويدعو؛ لما روي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رفع مائدته قال: "الحمد لله كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، غير مكفي، ولا مودع، ولا مستغنى عنه ربنا" رواه البخاري (١).

وروي عن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أكل طعامًا قال: "الحمد لله الذي أطعمنا، وسقانا، وجعلنا مسلمين" رواه ابن ماجه (٢).

[[المضطر للطعام]]

قوله: ومن اشتد جوعه، وعجز عن كسب قوته، يجب على كل من علم بحاله إطعامه.

لأنه أشرف على الهلاك، فيجب على من يعلم به صونه عن الهلاك بإطعامه بنفسه، أو يدل آخر عليه، كمن لقي لقيطًا أشرف على الهلاك، أو أعمى كاد أن يتردى في البئر، يفترض عليه دفع الهلاك عنه، وإذا أطعمه واحدٌ سقط عن الباقين؛ لحصول المقصود (٣).


(١) ٥/ ٢٠٧٨ كتاب الأطعمة باب ما يقول إذا فرغ من طعامه رقم ٥١٤٢.
عن أبي أمامة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رفع مائدته قال ....
(٢) ٢/ ١٠٩٢ كتاب الأطعمة، باب ما يقال إذا فرغ من الطعام رقم ٣٢٨٣ ورواه أيضًا أبو داود في السنن ٣/ ٣٦٦، كتاب الأطعمة، باب ما يقول الرجل إذا طعم رقم ٣٨٥٠، والترمذي ٩/ ١٤٥، كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا فرغ من الطعام رقم ٣٤٥٣. عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-.
قال الذهبي في ميزان الاعتدال ١/ ٢٢٨: غريب منكر.
(٣) الاختيار ٤/ ١٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>