للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولو قال للذميَّ: أطال الله بقاك لم يجز، إلا إذا نَوىَ به إطالة بقائه لإسلامه، أو لمنفعة الجزية. ويُضيق عليه الطريق. ولا ينتقض عهد الذمة، إلا بأن يلحق بدار الحرب، أو يغلبوا على موضعٍ ويحاربونا،

منحة السلوك

[[الدعاء لأهل الذمة]]

قوله: ولو قال للذمي: أطال الله بقاك لم يجز؛ لأن فيه التمادي على الكفر، إلا إذا نوى به. أي: بهذا الدعاء إطالة بقائه لأجل أن يسلم، أو لمنفعة الجزية؛ لأن الدعاء فيهما لا يرجع إلى الذمي (١).

[[انتقاض عهد الذمة]]

قوله: ويضيق عليه الطريق؛ للإهانة (٢)، ولا ينتقض عهد الذمة إلا أن يلحق بدار الحرب؛ لأنه بذلك صار حربًا علينا، فينتفي المقصود من بقاء العهد، وكذلك إذا غلبوا على موضع، وحاربوا (٣).


= عباس أخبره، أن أبا سفيان بن حرب أخبره، أن هرقل أرسل إليه في نفر من قريش، وكانوا تجارًا بالشام فأتوه، قال: ثم دعا بكتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقريء، فإذا فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم، السلام على من اتبع الهدى، أما بعد ... ".
(١) تبيين الحقائق ٣/ ٢٨١، الهداية ٢/ ٤٥٦.
(٢) وفاقًا للمالكية، والشافعية والحنابلة.
الهداية ٢/ ٤٥٦، تبيين الحقائق ٣/ ٢٨١، بداية المبتدي ٢/ ٤٥٦، كنز الدقائق ٣/ ٢٨٢، القوانين الفقهية ص ١٠٥، جواهر الإكليل ١/ ٢٦٨، السراج الوهاج ص ٥٥٣، روض الطالب ٤/ ٢٢١، الروض المربع ص ٢٢٦، غاية المنتهى ٢/ ٦٠٨، الإقناع للحجاوي ٣/ ١٣٠، شرح منتهى الإرادات ٢/ ١٣٣.
(٣) اختلف العلماء فيما ينتقض به عهد الذمي:
فقال الحنفية: لا ينتقض إلا أن يكون لهم منعة، ويحاربونا بها، أو يلحقوا بدار الحرب.
وذهب المالكية، والشافعية، والحنابلة: أنه ينتقض عهده بمنع الجزية، وبإبائه أن تجرى أحكام الإسلام عليه إذا حكم حاكم عليه بها. فإن فعل أحدهم ما يجب عليه تركه، والكف عنه مما فيه ضرر على المسلمين، أو آحادهم من مال، أو نفس، وذلك أحد ثمانية أشياء: الاجتماع على قتال المسلمين، أو يزني بمسلمة، أو يصيبها باسم نكاح، أو يفتن مسلمًا عن دينه، أو يقطع عليه الطريق، أو يؤدي للمشركين جاسوسًا، أو يعاون على المسلمين =

<<  <  ج: ص:  >  >>