للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويحرم قوله في الدعاء: أسألك بمعقد العز من عرشك،

منحة السلوك

وأما المجوسي: فقد قيل: لا يعوده؛ لأنه أبعد من أهل الكتاب إلى الإسلام.

وقيل: يعوده؛ لأن فيه إظهار محاسن الإسلام، وترغيبه فيه، وتأليفه، وقد ندبنا إليه (١).

واختلفوا في عيادة الفاسق أيضًا. والأصح أنه لا بأس بها؛ لأنه مسلم (٢).

[[ما يحرم من الدعاء]]

قوله: ويحرم قوله في الدعاء: أسألك بمعقد العز من عرشك.

اعلم أن لهذه المسألة عبارتين: بمعقد من العقد (٣)، وبمقعد من القعود. تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا. ولا شك في كراهية الثانية؛ لاستحالة معناها على الله سبحانه وتعالى (٤). وكذا الأولى؛ لأنه يوهم أن العز متعلق


(١) العناية ١٠/ ٦٣، تبيين الحقائق ٦/ ٣٠، كشف الحقائق ٢/ ٢٣٩.
(٢) العناية ١٠/ ٦٣، تبيين الحقائق ٦/ ٣٠، البحر الرائق ٨/ ٢٠٤، الدر المختار ٦/ ٣٨٨.
(٣) قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "قال بشير بن الوليد: حدثنا أبو يوسف، قال أبو حنيفة: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به، وأكره أن يقول: بمعاقد العز من عرشك، أو بحق خلقك، وهو قول: أبي يوسف، قال أبو يوسف: بمعقد العز من عرشك هو الله، فلا أكره هذا، وأكره أن يقول: بحق فلان، أو بحق أنبيائك ورسلك، وبحق البيت الحرام، والمشعر الحرام، قال القدوري: المسألة بخلقه لا تجوز؛ لأنه لا حق للخلق على الخالق فلا تجوز وفاقًا" ا. هـ.
فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ١/ ٢٠٢
(٤) هذا إنكار لاستواء الله على العرش، والله لا يوصف بالقعود على العرش وإنما بالاستواء، والاستواء على العرش من صفات الكمال الثابتة لله تعالى، لا من صفات النقص التي ينزه عنها، وما ذكره المصنف خلاف قول: أبي حنيفة الذي أثبت العرش ولم ينف استواء الله عليه.
فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ١٦/ ٤٣٥، ٥/ ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>