للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبحق فلان، وبحق النبي عليه الصلاة والسلام.

منحة السلوك

بالعرش، والعرش حادث، وما يتعلق به (١) يكون حادثًا، والله تعالى متعال عن تعلق عزه بالحادث، بل عزه قديم كذاته (٢).

وعن أبي يوسف: أنه لا بأس به (٣). وبه أخذ الفقيه أبو الليث (٤).

قوله: وبحق فلان.

أي: يحرم أن يقول في دعائه: بحق فلان (٥)، أو بحق أنبيائك،


(١) في ص "بالحادث".
(٢) هذا خلاف فهم أبي حنيفة، كما هو خلاف فهم أبي يوسف فلم يقولا عزه، بل قال أبو حنيفة: المراد العرش، وقال أبو يوسف: المراد هو الله. ثم العز صفة لله، وليس شيئًا مستقلًا عن الله، فالله بذاته وصفاته مستو على العرش، وليست هذه الصفة هي المستوية على العرش، بل هي صفة من صفات الله تعالى، ثم كون استواء الله على العرش الذي فسرها بالتعلق حادثًا، أي: كائنًا بعد أن لم يكن لا محذور فيه، أما عن كون عزه قديم كذاته، فمثل هذه الصفة هي أولية بأولية الله بلا بداية، كما يدل عليه {وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [سورة النساء، الآية: ١٦٥] وهي أيضًا حادثة الآحاد، أو قل: هي من الصفات الاختيارية المتعلقة بالمشيئة والقدرة، يعز من يشاء، ويذل من يشاء، وهذا الإعزاز في الماضي، والحاضر، والمستقبل. ثم شبهة الحوادث التي من أجلها نفوا الاستواء، وكثيرًا من الصفات، وزعموا أنهم بذلك يثبتون وجود الله، هي شبهة معتزلية، وكونه محلًا لحوادث يحدثها هو، فهذا لا يستلزم، لا حاجته، ولا حدوثه.
فتاوى شيخ الإسلام ١/ ٢٠٢ - ١٦/ ٤٣٥ - ٦/ ٣٤٣ - ٥/ ٤٧.
(٣) لأنه يقول: إن المراد من معقد العز من العرش هو الله، ولا كراهة في ذلك؛ لأنه من باب السؤال بالله، وقوله: أسألك بمعاقد العز من عرشك، مثل قوله: أسألك بالله. وأبو حنيفة قال: إن المراد بذلك هو العرش، فهو سؤال بمخلوق، والسؤال بالمخلوق غير مشروع؛ لأن العرش مخلوق، وهو حادث بعد أن لم يكن.
فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ١/ ٢٠٢.
(٤) الهداية ٤/ ٤٣١، تبيين الحقائق ٦/ ٣١، البحر الرائق ٨/ ٢٠٦.
(٥) العبارة في ص "في دعائه أسألك بحق" بزيادة "أسألك".

<<  <  ج: ص:  >  >>