للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

منحة السلوك

كما أنَّ سخطه عبارة عن عقابه (١).

[[إعراب البسملة]]

وأمَّا إعرابها:

فقوله: بسم مجرور بالباء، ومحل الباء نصبه، وهو ظاهر؛ لأنه إما


= القائلون: بما نطق به الكتاب، والسنة، وهم أئمة الجماعة" ا. هـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ومن أنكر أن يكون شيء من هذه الأسماء، والصفات حقيقة، إنما أنكره لجهله مسمى الحقيقة، أو لكفره، وتعطيله لما يستحقه رب العالمين، وذلك أنه قد يظن أن إطلاق ذلك يقتضي أن يكون المخلوق مماثلًا للخالق، فيقال له: هذا باطل، فإن الله موجود حقيقة، والعبد موجود حقيقة، وليس هذا، مثل هذا، والله تعالى له ذات حقيقة، والعبد له ذات حقيقة، وليس ذاته كذوات المخلوقات" ا. هـ.
فالرحمة ليست مجازًا من إنعامه على عباده، بل الرحمة معلومة وهي حقيقية، لا مجازًا. وكيفيتها مجهولة، لا يعلمها إلا الله.
العقيدة الواسطية ص ١٣، فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ٥/ ١٩٧ ٣/ ٢١٨، منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز ص ٤، الرسالة التدمرية ص ٧٣، الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة ١/ ٢٢٠، المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ص ٦١.
(١) معتقد أهل السنة والجماعة: إثبات السخط لله عز وجل على ما يليق بجلاله، وعظمته، من غير تحريف له بأنه عبارة عن عقابه، ولا تكييف، ولا تمثيل، ولا تعطيل، بل يثبتونه كما أثبته هو عز وجل لنفسه، كما في قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [سورة محمد، الآية: ٢٨]. وقوله جل وعلا: {فَلَمَّا آسَفُونَا} -أي أغضبونا- {انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} [سورة الزخرف الآية: ٥٥]. وهو من الصفات الفعلية، التي يفعلها عز وجل، متى شاء إذا شاء، كيف شاء، وإثباته لله تعالى، من صفات الكمال له، عز شأنه، ونفي ذلك عنه انتقاص لذاته جل وعلا، ومن تحريف الكلم عن مواضعه، ومن الإلحاد في آياته.
العقيدة الواسطية ص ٥١، فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ٣/ ١٣٣، ٦/ ٦٨، الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة ١/ ٢٢٠، الرسالة التدمرية ص ٧٣، معالم التنزيل ٥/ ١٦١، تفسير ابن كثير ٤/ ٢٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>