للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فصل]

المريض إذا خاف شِدَّة مرضه، أو تأَخُّر بُرئه أفطر، وقضى.

منحة السلوك

[فصل]

هذا الفصل في بيان العوارض (١).

[[صوم المريض]]

قوله: المريض إذا خاف شدة مرضه، أو تأخر برئه أفطر وقضى.

لأن ذلك قد يفضي إلى الهلاك، فيجب الاحتراز عنه (٢).

وطريق معرفته: الاجتهاد، فإذا غلب على ظنه أفطر، وكذا إذا أخبره طبيب حاذق (٣)


(١) لما ذكر مسائل الصوم شرع في هذا الفصل في بيان وجوه الأعذار المبيحة للفطر في الصوم، وما يتعلق بها.
والأعذار المبيحة للفطر: المرض، والسفر، والحبل، والرضاع إذا أضر بها، أو بولدها، والكبر إذا لم يقدر عليه، والعطش الشديد، والجوع كذلك إذا خيف منهما الهلاك، أو نقصان العقل، كالأمة إذا ضعفت عن العمل وخشيت الهلاك بالصوم، وكذا الغازي إذا كان يعلم يقينًا أنه يقاتل العدو في شهر رمضان، ويخاف الضعف إن لم يفطر يفطر قبل الحرب، مسافرًا كان أو مقيمًا، والعمل الحثيث إذا خشي الهلاك، أو نقصان العقل، وقد جمعها بعضهم فأجمل قائلًا:
وعوارض الصوم التي قد تغتفر ... للمرء فيها الفطر تسع تستطر
مرض وإكراه وإرضاع سفر ... حبل جهاد جوعه عطش كبر
حاشية الشلبي ١/ ٣٣٣، شرح فتح القدير ٢/ ٣٥٠، العناية ٢/ ٣٥٠، مراقي الفلاح ص ٦٣٠.
(٢) وكذا عند الشافعية، والحنابلة.
المختار ١/ ١٣٤، الكتاب ١/ ١٦٩، بدائع الصنائع ٢/ ٩٤، شرح فتح القدير ٢/ ٣٥١، السراج الوهاج ص ١٤٣، إخلاص الناوي ١/ ٢٩٦، نيل المآرب ١/ ٢٧٦، المحرر ١/ ٢٢٨.
(٣) الحذق: القطع، يقال: حذق السكين الشيء إذا قطعه، ومنه الرجل الحاذق في صناعته، =

<<  <  ج: ص:  >  >>