للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفريسة السَّبع، والذئب، إذا ذبحت وفيها حياة مثل حياة المذبوح حلت.

منحة السلوك

وفريسة السبع: هي التي خرقها مثل الأسد، والنمر، والضبع، والذئب ونحوها.

فإذا ذبحت هذه المذكورات والحال أن فيها حياة، مثل حياة المذبوح حلت في ظاهر المذهب (١)؛ لقوله تعالى: {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} [المائدة: ٣].

وعن أبي حنيفة: أنها إنما تحل إذا كانت بحالٍ تعيش يومًا لولا الذكاة؛ لأنها إذا كانت بحالٍ تموت سريعًا لا يدرى أنها ماتت بذبحه، أو بما أصابها، فدخل الشك (٢).

وعن أبي يوسف: أنها إذا كانت تعيش أكثر اليوم لولا الذكاة تؤكل، وإلا فلا، إقامة للأكثر مقام الكل (٣).

وعن محمدٍ: أنها إذا بقي من حياتها أكثر من حياة المقطوع أوداجه،


(١) وعند المالكية إن رجيت حياتها ذكيت وأكلت، وإن نفذت مقاتلها لم تؤكل، وإن يئس من حياتها ولم تنفذ مقاتلها فقيل: تذكى وتؤكل، وقيل: لا تذكى ولا تؤكل.
وعند الشافعية: متى كانت فيها حياة مستقرة، حل أكلها مع التذكية.
وعند الحنابلة: إن ذكاها وحياتها تمكن زيادتها على حركة مذبوح حلت، والاحتياط مع تحرك، ولو بيد، أو رجل. وما قطع حلقومه، أو أبينت حشوته، فوجود حياته كعدمها.
وسبب الخلاف هل قوله تعالى: {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} استثناء متصل، أو منقطع؟ فمن رآه متصلًا قال: تعمل الذكاة في هذه الأشياء، ومن رآه منقطعًا قال: لا تعمل الذكاة فيها؛ لأن المراد ما ذكيتم من غيرها.
تبيين الحقائق ٥/ ٢٩٧، بدائع الصنائع ٥/ ٥٠، البحر الرائق ٨/ ١٧١، جواهر الإكليل ١/ ٢١٦، الشرح الصغير ١/ ٣٢١، القوانين ص ١٢٢، المعونة ٢/ ٦٩٨، التفريع ١/ ٤٠٢، مغني المحتاج ٤/ ٢٧١، تحفة المحتاج ٩/ ٣١٩، الروض المربع ص ٤٨٩، شرح منتهى الإرادات ٣/ ٤٠٧، الإقناع للحجاوي ٦/ ٢٠٧، الإفصاح ٢/ ٣١٠.
(٢) تبيين الحقائق ٥/ ٢٩٧، بدائع الصنائع ٥/ ٥١.
(٣) تبيين الحقائق ٥/ ٢٩٧، بدائع الصنائع ٥/ ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>