للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

منحة السلوك

الأول: تأسيًا بكتاب الله تعالى، فإنه مستفتح أولًا بالبسملة، وثانيًا: بالحمدلة.

والثاني: عملًا بقوله عليه الصلاة والسلام: "كل أمر ذي بالٍ لا يبتدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع" رواه أبو داود، وابن ماجه، وأبو عوانة (١) (٢).

وما قيل: إن هذا، وحديث البسملة، متعارضان ظاهرًا فقد مرّ جوابه في كتابنا "المستجمع في شرح المجمع" (٣) مستوفى.


(١) هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد، أبو عوانة النيسابوري الأصل، من الإسفراييني. ولد سنة ٢٣٠ هـ من أكابر حفاظ الحديث، نعته ياقوت الحموي بأحد حفاظ الدنيا، أكثر الترحال وبرع في هذا الشأن. توفي سنة ٣١٦ هـ، من تصانيفه: الصحيح المسند.
تذكرة الحفاظ ٣/ ٧٧٩، سير أعلام النبلاء ١٤/ ٤١٧، وفيات الأعيان ٦/ ٣٩٣، شذرات الذهب ١/ ٢٧٤، طبقات الشافعية للسبكي ٣/ ٤٨٧.
(٢) رواه أبو داود ٤/ ٢٦١ كتاب الأدب باب الهدي في الكلام رقم ٤٨٤٠ بلفظ "كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم"، وابن ماجه ١/ ٦١٠ كتاب النكاح، باب خطبة النكاح رقم ١٨٩٤ ولم أعثر عليه في مسند أبي عوانه المطبوع، ورواه أحمد ٢/ ٣٥٩، والنسائي في عمل اليوم والليلة رقم ٤٩٤، وابن حبان في صحيحه ١/ ١٧٣ في المقدمة باب ما جاء في الابتداء بحمد الله رقم ١، والدارقطني في السنن ١/ ٢٢٩ كتاب الصلاة في مقدمة الصلاة رقم ١، والبيهقي في السنن الكبرى ٣/ ٢٠٩ كتاب الجمعة، باب ما يستدل به على وجوب التحميد في خطبة الجمعة، من طريق قرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا وهو ضعيف لضعف قرة.
قال الدارقطني في السنن ١/ ٢٢٩: تفرد به قرة وقرة ليس بقوي في الحديث.
(٣) لوحة ٣/ ب ونصه:
"فإن قيل إن النصين تعارضا ظاهرًا، إذ الابتداء بأحدهما يفوت الابتداء بالآخر؟
قلت: يمكن الجمع، بأن يقدم أحدهما على الآخر، فيقع الابتداء بالمقدم حقيقة، وبالآخر بالإضافة إلى ما سواه فعمل بالكتاب الوارد بتقديم التسمية.
والإجماع منعقد عليه، وترك العاطف لئلا يشعر بالتبعية فيخل بالتسوية". =

<<  <  ج: ص:  >  >>