للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

منحة السلوك

محمد -صلى الله عليه وسلم- من باب إطلاق الكل، وإرادة البعض.

فإن قلت: كيف يكون من هذا الباب، والمراد الجميع في التفسير؟

قلت: قد تقدَّم (١) أنه اقتباس من القرآن، فلا يكون منه مطلقًا، فيعمل مراده حينئذ.

ثم الحمد هو الوصف بالجميل (٢) على جهة التفضيل، لا على جهة الاستهزاء.

والألف واللام فيه (٣) للاستغراق، أي: كل واحد من أفراد الحمد لله تعالى، وليست هي للعهد، كما توهمه المعتزلة (٤) (٥) (٦).


(١) في ١/ ٤٩.
(٢) في س بزيادة "الاختياري".
(٣) أي: في الحمد.
(٤) ولذا قُرِنَ باسم الله؛ لأنه اسم ذات فيستجمع صفات الكمال، وهذه المسألة مبنية على مسألة خلق الأفعال، فالصواب: أن الألف واللام لاستغراق الجنس من المحامد، فهو سبحانه يستحق الحمد بأجمعه إذ له الأسماء الحسنى، والصفات العلا.
جامع البيان في تأويل آي القرآن ١/ ٩٠، الكشاف للزمخشري ١/ ٨، الانتصاف فيما تضمنه الكشاف من الاعتزال ١/ ٨، الجامع لأحكام القرآن ١/ ٩٣، تفسير النسفي ١/ ٤٦، شرح فتح القدير للشوكاني ١/ ١٩.
(٥) قال المصنف في المستجمع لوحة ٤/ أ: "فإنهم يرون -أي المعتزلة- خلق أفعال العباد مضافًا إليهم، فيكون تقديره: المحامد التي تعلق بالأعيان دون الأعراض لله تعالى، فحينئذ تكون الألف واللام للعهد الذهني".
النسخة الأصلية لدى المكتبة الوطنية بتونس تحت رقم ٧٠٤٦٤٦.
(٦) المعتزلة: هم أتباع واصل بن عطاء الغزال، وعمرو بن عبيد. سموا بذلك؛ لاعتزالهم مجلس الحسن البصري، لما اختلفوا معه في حكم مرتكب الكبيرة في أوائل المائة الثانية، وقيل: إن واصل بن عطاء هو الذي وضع أصول مذهب المعتزلة، وتابعه عمرو بن عبيد، =

<<  <  ج: ص:  >  >>