للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

منحة السلوك

العباد (١)، فيرى سبيله، إما إلى الجنة، وإما إلى النار".

وأما الصوم فلا زيغ (٢) أنه من جملة ما يبتنى عليه الإسلام، وأنه هو العبادة التي أضافها الله تعالى إلى نفسه، وإن كان جميع العبادات له في الحقيقة على ما روي في صحيح مسلم (٣)، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قال الله عزّ وجلّ: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به".

وأما الحج فهو أيضًا من شعائر الإسلام، وتُقام به شعائر الله تعالى، ويحصل به الجنة؛ لما روى مسلم في صحيحه (٤)، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".

وفيه أيضًا (٥)، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أتى هذا البيت فلم يرفث (٦)،


(١) كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٣٤) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} [سورة التوبة، الآيتان: ٣٤، ٣٥].
(٢) الزيغ: الميل. يقال: زاغ عن الطريق يزيغُ إذا عَدَلَ عنه.
لسان العرب ٨/ ٤٣٢ مادة زيغ، المصباح المنير ١/ ٢٤٦١ مادة زَاغَتِ، مختار الصحاح ص ١١٨ مادة ز ي غ.
(٣) ٢/ ٨٠٤٦ كتاب الصيام باب فضل الصيام رقم ١١٥١.
(٤) ٢/ ٩٨٣ كتاب الحج، باب في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة رقم الحديث ١٣٤٩.
(٥) أي في صحيح مسلم ٢/ ٩٨٣ كتاب الحج باب في فضل الحج والعمرة، ويوم عرفة رقم الحديث ١٣٥٠ لفظ مسلم "ومن حج فلم يرفث ولم يفسق".
(٦) الرفث: الجماع وغيره، مما يكون بين الرجل، وامرأته، ويطلق على الفحش من القول.=

<<  <  ج: ص:  >  >>