للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله عنهما.

أما قول أبي محذورة واسمه سمرة بن معين، وقيل غير ذلك: " الأَذَانَ تِسْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً، وَالإِقَامَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً، علمه بذلك رسول الله -رضي الله عنه- " وليس المراد كلمة واحدة مفردة، بل جملة كلمات سماها كلمة، وصورة ذلك في الأذان أن يقول: التكبير أولاً أربع كلمات، والشهادتان ثماني كلمات؛ أربع يقولها في نفسه، وأربع يقولها جهرًا، والحيعلة أربع كلمات، والتكبير الآخر كلمتان، والتهليل كلمة واحدة، فهذه تسع عشرة كلمة؛ ويزيد في أذان الصبح التثويب مرتين، فيصير إحدى وعشرين كلمة.

وصورة الإقامة أن يقول: الله أكبر الله أكبر أربع كلمات، أشهد أن لا إله إلا الله مرتان جهرا، وكذا أشهد أن محمدًا رسول الله مرتان جهرا، حيَّ على الصلاة مرتان، حي على الفلاح مرتان، قد قامت الصلاة مرتان، وهذا معارض بما تقدم من الروايات، وروي عن أبي محذورة أنه كان يفرد الإقامة. وقال مالك: الأذان سبع عشرة كلمة، فأسقط من التكبير الأول مرتين.

وقال أبو حنيفة: الأذان خمسة عشرة كلمة، فأسقط الترجيع، وهو الأذان المعروف في قصة عبد الله بن زيد -رضي الله عنه-.

والترجيع وعدمه سنة ولا ينكر على من فعله، ولا على من تركه.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

١٨٥ - بابٌ الاِستِدَارَةِ فِي الأَذَانِ

١٢٣٥ - (١) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّهُ رَأَى بِلَالاً أَذَّنَ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَتْبَعُ فَاهُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا بِالأَذَانِ " (١).

رجال السند: مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، هو الفريابي، وسُفْيَانُ، هو الثوري، وعَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، هو السوائي كوفي تابعي ثقة، وأَبوه، مشهور بكنيته، واسمه وهب بن


(١) رجاله ثقات، وأخرجه البخاري حديث (٦٣٤) ومسلم حديث (٥٠٣) وانظر: (اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث ٢٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>