للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٩٦١ - بابٌ فِي الَّذِي يَنْتَمِي إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ

٢٥٦٦ - (١) حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ، ثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ شَهْرِ ابْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ قَالَ: كُنْتُ تَحْتَ نَاقَةِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِمَوَالِيهِ، رَغْبَةً عَنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ» (١).

رجال السند:

مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، هو الفراهيدي، وهِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ، وقَتَادَةُ، وشَهْرِ ابْنِ حَوْشَبٍ، هو أبو سعيد الأشعري، شامي تابعي صدوق، يرسل كثيرا، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ، هو الأشعري مختلف في صحبته، وهو تابعي فقيه ثقة صدوق، وعَمْرُو بْنُ خَارِجَةَ، -رضي الله عنه-.

الشرح:

قال ابن بطال رحمه الله: باب من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فيه: سعد، قال: النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من ادعى إلى غير أبيه، وهو يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام».

وفيه: أبو هريرة، قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر». قال الطبرى: فإن قال قائل: ما وجه هذا الحديث وقد كان من خيار الناس من ينسب إلى غير أبيه، كالمقداد بن الأسود الذى نسب إليه، وإنما هو المقداد بن عمرو، ومنهم من يدعى إلى غير مولاه الذى أعتقه، كسالم مولى أبى حذيفة، وإنما هو مولى امرأة من الأنصار، وهؤلاء خيار الأمة؟، قيل: لا يدخل أحد منهم في معنى هذه الأحاديث؛ وذلك أن أهل الجاهلية كانوا لا يستنكرون ذلك، أن يتبنى الرجل منهم غير ابنه الذى خرج من صلبه فنسب إليه، ولا أن يتولى من أعتقه غيره فينسب ولاؤه


(١) رجاله ثقات، وأخرجه الترمذي حديث (٢١٢١) وقال: حسن صحيح، وابن ماجه حديث (٢٧١٢) وصححه الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>