للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ ابْنِ (١) كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ» (٢).

رجال السند:

أَبُو النُّعْمَانِ، هو محمد بن الفضل، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وزَكَرِيَّا، هو ابن أبي زائدة، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ ابْنِ زُرَارَةَ، هو ثقة روى له الستة، وابْنُ كَعْبِ ابْنِ مَالِكٍ، هو عبد الله، وهم أئمة ثقات تقدموا، وأَبوه، كعب بن مالك -رضي الله عنه-.

الشرح:

هذا مثال لما يفسد الدين، وأن أشد ما يفسد الدين حرص المسلم على جمع المال، وسعيه للحصول على المناصب والشرف، هذان المفسدان أشد فتكا بدين المسلم، من فساد ذئبين جائعين وقعا في قطيع من الغنم، ومعلوم أن الذئب إذا دخل في قطيع فإنه لا يكتفي بقتل واحدة، بل يعبث بالقطيع فيهلك منه عددا كبيرا، ثم يلغ في دم واحدة ويأكل منها اليسير ثم يذهب، وهذا معلوم من خلق الذيب اليوم وإلى الأبد، وفي هذا تحذير من الحرص على المال والشرف؛ لأنهما مفسدان لدين المرء، إلا من رحم الله -عز وجل-، ولا زالت اليوم هيئة مكافحة الفساد تستعيد المليارات من أموال الدولة من الذين حرصوا على المال والشرف.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

١١٣٤ - بابٌ فِي حُسْنِ الظَّنِّ بِاللَّهِ

٢٧٧٠ - (١) أَخْبَرَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثَنَا هِشَامُ ابْنُ الْغَازِ، عَنْ حَيَّانَ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ» (٣).

رجال السند: أَبُو النُّعْمَانِ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، تقدما آنفا، وهِشَامُ بْنُ الْغَازِ، هو ابن ربيعة أبو عبد الله الجرشي، صالح الحديث، روى له البخاري تعليقا،


(١) قال ابن حجر: الذي يظهر أنه عبد الرحمن، وبنى عليه ترجمته.
(٢) رجاله ثقات، وأخرجه الترمذي حديث (٢٣٧٧) وقال: حسن صحيح.
(٣) رجاله ثقات، أصله في الصحيحين من حديث أبي هريرة: البخاري (٧٥٠٥) ومسلم حديث (٢٦٧٥) وانظر: (اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث ١٧١٣) وهذا طرف مما عندهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>