للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عريان» (١)، فأتم الله -عز وجل- ذلك، وحكم به شرعا وقدرا، ونصّ رواية المحرر عن أبيه أبي هريرة -رضي الله عنه- بينت ما أعلنه علي -رضي الله عنه-، أن الجنة لا يدخلها إلا المؤمنين بالله -عز وجل- وبرسوله -صلى الله عليه وسلم- وبدين الإسلام، ومن هنا نعلم أهمية الأخوة الإيمانية قال الله -عز وجل- {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (٢)، وهي أخوة أقوى من أخوة النسب؛ لأن رابط الأخوة الإيمانية لا علاقة له بالدنيا، وإنما يتعلق بمقاصد الآخرة، وقد أوجد الله -عز وجل- في قلوب المؤمنين منابع الوداد والمحبة الخالصة، أما رابط أخوة النسب فمتعلق بالميراث وهو من حظوظ الدنيا، وكثيرا ما يثير العداوة بين الإخوة، اللهم إلا من جمع بين الصدق في الأخوتين فذاك فضل الله يؤتيه من يشاء، وقد أوجد الله -عز وجل- في قلوب المؤمنين منابع الوداد والمحبة الخالصة، فالمؤمن يدخل الجنة وإن عصى، ولا يدخلها الكافر؛ لأنها محرمة عليه، ثم أعلن علي -رضي الله عنه-، منع المشركين من الحج بعد عام البراءة، وتقدم بيان أنهم نجس، وقد كان من عادة المشركين الطواف عراة يزعمون به التجرد من الذنوب، فأعلن منع الطواف بالبيت عراة، وأعلن الوفاء بالعهود وضرب له أجلا لا يجاوز أربعة أشهر كيما يتدبر من لا عهد لهم أمورهم، وتبرأ ذمة الله ورسوله بعد ذلك من نقض العهود، ومن كان له عهد فالوفاء له به إلى المدة المتفق عليها.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٣١٧ - باب مَتَى يُؤْمَرُ الصَّبِيُّ بِالصَّلَاةِ؟

١٤٦٩ - (١) أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الرَّبِيعِ ابْنِ سَبْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيُّ، حَدَّثَنِي عَمِّي: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «عَلِّمُوا الصَّبِيَّ الصَّلَاةَ ابْنَ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُ عَلَيْهَا ابْنَ عَشْرٍ» (٣).


(١) البخاري حديث (٣٦٩) ومسلم حديث (١٣٤٧).
(٢) من الآية (١٠) من سورة الحجرات.
(٣) سنده حسن، وأخرجه أبو داود حديث (٤٩٤) وقال الألباني: حسن صحيح، والترمذي حديث (٤٠٧) وقال: حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>