للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رجال السند:

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، وحَيْوَةُ، وسَالِمُ بْنُ غَيْلَانَ، هو التجيبي مصري إمام ثقة حافظ، روى له أبو داود والترمذي والنسائي، والْوَلِيدُ بْنُ قَيْسٍ، هو التجيبي مصري، وثقه العجلي، وأَبو سَعِيدٍ، هو الخدري، فإن كان الوليد روى عنه فهو تابعي، وأَبو الْهَيْثَمِ، هو سليمان بن عمرو العتواري، مصري ثقة، وأَبو سَعِيدٍ الْخُدْرِي، -رضي الله عنه-.

الشرح:

قوله: «لَا تَصْحَبْ إِلاَّ مُؤْمِناً» لأن الصحبة تستدعي المخالطة والأفة، وبذل الطعام والمواكلة تنتج عنه مودة، لذلك أمر رسول الله بعدم موالفة غير المؤمنين.

أما قوله: «وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِيٌّ» فلأن بذل الطعام ابتغاء وجه الله من أطيب القربات، لذلك ندب إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: «أطعموا الطعام» (١)، وإطعام الطعام له حالتان:

الأولى: الدعوة العامة وهي المراد في الحديث لا تدعوا دعوة عامة إلا المؤمنين الأتقياء، حسب ظاهر الحال، وما في القلوب لا يعلمه إلا الله -عز وجل-.

والثانية: الإطعام لحاجة المُطْعَم فهذه يدخل فيها غير المؤمنين، قال الله -عز وجل-: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} (٢)، ومعلوم أن الأسرى في ذلك الوقت غير المسلمين.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٦٤٨ - باب مَنْ لَمْ يَرَ بَأْساً أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ.

٢٠٨٧ - (١) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ (٣).

رجال السند: مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، وإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، وأَبوه، سعد بن إبراهيم بن عبدالرحمن، هم أئمة ثقات تقدموا، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، -رضي الله عنه-.


(١) ابن حبان ٢/ ٢٤٢.
(٢) الآية (٨) من سورة الإنسان.
(٣) رجاله ثقات، وأخرجه البخاري حديث (٥٤٤٠) ومسلم حديث (٢٠٤٣) وانظر: اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث ١٣٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>