للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَسْفَلِ الْقُبَّةِ لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ إِلاَّ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- نَائِمٌ، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَسَارَّهُ فَقَالَ: «اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ» قَالَ ثُمَّ قَالَ: «أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ».

قَالَ شُعْبَةُ وَأَشُكُّ: «أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ (١)؟» قَالَ: بَلَى، قَالَ: «إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا حَرُمَتْ عَلَىَّ دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ» (٢).

قَالَ: وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ أَبَا مَسْعُودٍ (٣)، قَالَ: وَمَا مَاتَ حَتَّى قَتَلَ خَيْرَ إِنْسَانٍ بِالطَّائِفِ ".

رجال السند:

هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وشُعْبَةُ، والنُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، هو الطائفي، هم أئمة ثقات تقدموا، وأَوْسُ بْنُ أَبِي أَوْسٍ الثَّقَفِي، -رضي الله عنه-.

الشرح:

لأن لا إله إلا الله، إقرار بالألوهية والوحدانية لله -عز وجل-؛ ولأنها تتضمن النفي والإثبات؛ نفي الألوهية عن غير الله -عز وجل-، وإثباتها لله وحده -جل جلاله-، فحرم دم قائلها وماله إلا بحق يوجب ذلك، ومن حقها انكار ركن من أركان الإيمان، أو الإسلام، ولذلك قاتل أبو بكر -رضي الله عنه- الذين ارتدوا بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ومنعوا الزكان، رغم تأول بعضهم، ورغم إنكار عمر -رضي الله عنه-، فمن معنى لا إله إلا الله العمل بمقتضاها، ومنه إقامة أركان الإيمان والإسلام وعدم استحلال ما حرم الله -عز وجل-.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٨٩٠ - باب لَا يَحِلُّ دَمُ رَجُلٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ:

٢٤٨٥ - (١) أَخْبَرَنَا يَعْلَى، ثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:


(١) المراد قول الشهادتين، وهما متلازمتان
(٢) رجاله ثقات، وأخرجه النسائي (٣٩٨٣) وابن ماجه حديث (٣٩٢٩) وصححه الألباني عندهما، ومتفق عليه من حديث أبي هريرة: البخاري حديث (١٣٩٩) ومسلم حديث (٢١) وانظر: اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث ١٤).
(٣) هو الراوي أوس بن أبي أوس عوف الثقفي، رمى أبا مسعود عروة بن مسعود الثقفي، فأصاب أكحله، فلم يرق دمه فمات -رضي الله عنه- (الطبقات الكبرى ٦/ ٤٥، ٤٦) ثم قدم أوس بن عوف الثقفي بعد ذلك في وفد ثقيف على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأسلم -رضي الله عنه- (الطبقات لكبرى ٥/ ٥١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>