للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشرح:

هذا الوصف ينبئ أن سببه الأعمال، تفاوتوا فيها فتفاوت وصفهم، فشبة الزمرة الأولى بضوء القمر، لأنه لا أذى فيه فلا وهج ولا أشعة، ولذلك وصف الحسن به، ولم يوصف بالشمس لأنها توذي الناظر بوهجها وشعاعها، ووصفت الزمر الثانية بالكوكب الدري لأنه أجمل شيء بعد القمر، ولأن الله ضرب به المثل في القرآن، وفاز عكاشة -رضي الله عنه- لنباهته واغتنام الفرصة بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

١٢١٥ - باب مَا يُقَالُ لأَهْلِ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلُوهَا

٢٨٦١ - (١) أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ (١) بْنُ يَعِيشَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ حَمْزَةَ ابْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَغَرِّ (٢)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ} (٣) قَالَ: «نُودُوا: صِحُّوا فَلَا (٤) تَسْقَمُوا، وَانْعَمُوا فَلَا تَبْؤُسُوا، وَشِبُّوا فَلَا تَهْرَمُوا، وَاخْلُدُوا فَلَا تَمُوتُوا» (٥).

رجال السند:

عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ، هو أبو محمد الكوفي، ويَحْيَى بْنُ آدَمَ، هو أبو زكريا، هما ثقتان تقدما، وحَمْزَةُ بْنُ حَبِيبٍ، هو أبو عمارة الزيات، كوفي صدوق سيء الحفظ، عالم بالقراءات، وأَبو إِسْحَاقَ، هو السبيعي إمام تقدم، والأَغَرِّ، هو أبو عبد الله سلمان، وأَبو هُرَيْرَةَ، -رضي الله عنه-.

الشرح:

هذه المذكورات من نعماء الجنة، والمراد بقوله: «تشبوا ولا تهرموا» أي: يدوم شبابكم، فلا تشيخوا أبدا، وقوله: «ولا تبأسوا» أي: لا تصيبكم الشرور، بل في سعادة وحبور دائم.


(١) في بعض النسخ الخطية " عبيدة " وفي بعضها " عبيد الله " وكلاهما خطأ.
(٢) في بعض النسخ الخطية " الأعرج " وهو خطأ.
(٣) من الآية (٤٣) من سورة الأعراف.
(٤) في (ولا).
(٥) فيه تأخر سماع حمزة من أبي إسحاق، وأخرجه مسلم حديث (٢٨٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>