للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشرح:

قال محمد بن إسماعيل الأمير رحمه الله: وفي حديث آخر " خَمْسِمائَةِ عَامٍ "، والجمع بينهما أن المراد بالأربعين تَقَدُّمُ الفقير الحريص على الغني الحريص، وبالخمسمائة تقدم الفقير الزاهد على الغني الراغب، فكان الفقير الحريص على درجتين من خمس وعشرين درجة من الفقير الزاهد، وهذا نسبة الأربعين إلى خمسمائة، وهذا التقدير وأمثاله لا يجري على لسان الرسول -صلى الله عليه وسلم- جُزافاً ولا اتفاقاً، بل لسرٍّ أدركه، ونسبة أحاط بها علمه، فإنه لا ينْطِقُ عن الهوى (١).

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

١٢٣١ - بابٌ فِي نَفسِ جَهَنَّمَ

٢٨٨٢ - (١) أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ (٢)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: قَالَ النبي -صلى الله عليه وسلم-: «اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضاً، فَأَذِنَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى (٣) لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ» (٤).

رجال السند:

الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، شُعَيْبٌ، هو ابن أبي حمزة، والزُّهْرِيُّ، وأَبُو سَلَمَةَ، هم أئمة ثقات تقدموا، وأَبو هُرَيْرَةَ، -رضي الله عنه-.

الشرح:

هذا من رحمة الله -عز وجل-، حتى النار، وجعل لها نفس من البرد الشديد المهلك لأشياء سوى بني آدم، وقد يلحق الهلاك البعض وقد عرفنا ذلك في سنة من السنوات، إذ اشتد البرد فيها حتى أهلك الزوع والأشجار، ويسمى " قِرّة " وهو من " اللأواء " المذكورة


(١) التحبير لإيضاح معاني التيسير (٤/ ٥٦٣).
(٢) في بعض النسخ الخطية " مسلمة " وهو خطأ.
(٣) الثناء ليس في بعض النسخ الخطية.
(٤) رجاله ثقات، وأخرجه البخاري حديث (٣٢٦٠) ومسلم حديث (٦١٧) وانظر: (اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث ٣٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>