للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشرح:

هذا على سبيل الإباحة، والحمد لله الذي أباح لنا الطيبات من المآكل والمشارب، بجمع بعضها إلى بعض، ونحن اليوم نجمع بين أصناف منها كثيرة، اللهم أوزعنا شكر نعمك، فأنت المنعم المتفضل وحدك لا شريك لك.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٦٤٩ - باب النَّهْيِ عَنِ الْقِرَانِ (١)

٢٠٨٨ - (١) أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، ثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ قَالَ: " كُنَّا بِالْمَدِينَةِ فَأَصَابَتْنَا سَنَةٌ، فَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَرْزُقُ التَّمْرَ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمُرُّ بِنَا وَيَقُولُ: لَا تُقَارِنُوا (٢)، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَهَى عَنِ الْقِرَانِ إِلاَّ أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ أَخَاهُ" (٣).

رجال السند:

أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وشُعْبَةُ، وجَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ، هو الكوفي تابعي ثقة، روى له الستة، وابْنُ الزُّبَيْرِ، هو عبد الله، وابْنُ عُمَرَ، رضي الله عنهما.

الشرح:

هذا في التمر، والقران ما زاد على الحبة الواحدة، ونهى عنه لأمرين: الأول: لأنه مناف للأدب مع الآخرين، ويوحي بالجشع، والإسلام دين الأدب ومراعاة الآخرين.

والثاني: لأنه قد يأخذ ما نظر إليه من معه ولذلك روى ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول -صلى الله عليه وسلم- قال: " إلا أن يستأذن الرجل أخاه ".

ويجوز في مائدة التمر الانتقاء، وتجاوز الآكل ما يليه، ولا يجوز ذلك في غيره، ولذك درج على ألسنة الناس قولهم: " التمر خص" أي: انتقاء، والعيش قص أي: مما

يلي الآكل.


(١) الإقران في نظري أولى، وهو كذلك في الصحيحين.
(٢) أي لا يأخذ أحد حبتين من التمر في آن واحد.
(٣) رجاله ثقات، وأخرجه البخاري حديث (٢٤٥٥) ومسلم حديث (٢٠٤٥) وانظر: اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث ١٣٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>