للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٩٤٧ - باب لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ

٢٥٤٩ - (١) أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ

وَنِيَّةٌ» (١).

رجال السند: عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ مُوسَى، إِسْرَائِيلُ، ومَنْصُورٌ، ومُجَاهِدٌ، وطَاوُسٌ، هم أئمة ثقات تقدموا، وابْنُ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما.

الشرح:

قال الخطابي رحمه الله: كانت الهجرة على معنيين:

أحدهما: أن الآحاد من القبائل كانوا إذا أسلموا، وأقاموا في ديارهم بين ظهراني قومهم فتنوا وأوذوا، فأمروا بالهجرة ليسلم لهم دينهم، ويزول الأذى عنهم.

والمعنى الآخر: أن أهل الدِّين بالمدينة كانوا في قلة من العدد، وضعف من القوة، فكان الواجب على من أسلم من الأعراب، وأهل القرى أن يهاجروا، فيكونوا بحضرة الرسول (٢).

وقال ابن عبد البر رحمه الله: وقد قيل إنه لم تكن هجرة مفترضة بالجملة على أحد إلا على أهل مكة فإن الله عز وجل افترض عليهم الهجرة إلى نبيهم حتى فتح عليه مكة فقال حينئذ لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية فمضت الهجرة على أهل مكة من كان مهاجرا لم يجز له الرجوع إلى مكة واستيطانها وترك رسول الله صلى الله عليه وسلم بل افترض عليهم المقام معه فلما مات -صلى الله عليه وسلم- افترقوا في البلدان وقد كانوا يعدون من الكبائر أن يرجع أعرابيا بعد هجرته، ولكن لا هجرة بعد الفتح، أي: لا هجرة مبتدأة يهجر بها المرء وطنه هجرانا لا ينصرف إليه، ومن أهل مكة قريش خاصة بعد


(١) رجاله ثقات، وأخرجه البخاري حديث (٢٧٨٣) ومسلم حديث (١٣٥٣) وانطر: (اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث ١٢١٩) وزاد في بعض النسخ الخطية: وإذا استنفرتم فانفروا.
(٢) أعلام الحديث (شرح صحيح البخاري) (٢/ ١٣٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>