للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإجابة الدعوة فإن كانت الدعوة إلى وليمة النكاح، فجمهور العلماء يوجبونها فرضا، ويوجبون الأكل فيها على من لم يكن صائما إن كان الطعام طيبا، ولم يكن في الدعوة منكر، وغير ذلك من الدعوات يراه العلماء حسنا من باب الألفة وحسن الصحبة.

واتباع الجنائز ودفنها والصلاة عليها من فروض الكفاية عند جمهور العلماء، ومن حضر ذلك فله أجر عظيم.

وأما أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه فهذه رتبة عظيمة قل من ينالها، ولاسيما في هذا العصر.

والنصح بالغيب ليست أقل من سابقتها، وهي من كمال الإيمان، قل من يتصف بها، والله المستعان.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

١٠٥٠ - بابٌ فِي تَسْلِيمِ الرَّاكِبِ عَلَى الْمَاشِي

٢٦٧٢ - (١) أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا حَيْوَةُ، أَنَا أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْجَنْبِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْقَائِمُ عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ» (١).

رجال السند:

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، هو المقرئ إمام ثقة حجة، شيخ الإقراء بمكة، وحَيْوَةُ، هو ابن شريح الحضرمي، أبو العباس الحمصي، إمام ثقة روى له الستة، وأَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، هو حميد بن هانئ إمام ثقة، روى له الستة عدا البخاري، وأَبو عَلِيٍّ الْجَنْبِيُّ، هو عمرو بن مالك الهمداني، تابعي إمام ثقة، روى له الأربعة، وفَضَالَةُ ابْنُ عُبَيْدٍ، -رضي الله عنه-.

الشرح:

هذا من الآداب التي أمرنا بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فالراكب حينما يسلم على الماشي فيه شعور الماشي بتواضع الراكب، وكذلك الحال في سلام القائم على القاعد، وسلام العدد القليل على الكثير.


(١) رجاله ثقات، وأخرجه الترمذي حديث (٢٧٠٥) وقال: حسن صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>