للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشرح:

المرابطون هم من يقومون على حراسة الثغور، المعروفة اليوم بالحدود، وجميع من يعمل في حراسة الحدود اليوم هم مرابطون، فإذا احتسبوا ذلك وأخلصوا العمل فهم داخلون في هذه البشار، التي ينفردون بها عن بقية المجاهدين في سبيل الله -عز وجل-.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٨٧٣ - باب فَضْلِ الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

٢٤٦٣ - (١) أَخْبَرَنَا يَعْلَى، ثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، الأَجْرُ وَالْمَغْنَم» (١).

رجال السند:

يَعْلَى، هو ابن عبيد، وزَكَرِيَّا، هو ابن عدي، وعَامِرٍ، هو الشعبي، هم أئمة ثقات تقدموا، وعُرْوَةُ الْبَارِقِي، -رضي الله عنه-.

الشرح:

المراد ما دام الجهاد قائما، ولو قام به الفاجر من الولاة فإن على الأمة القيام معه، قال بعض أهل العلم رحمهم الله: " معناه الحث على ارتباط الخيل في سبيل الله، يريد أن من ارتبطها كان له ثواب ذلك فهو خير آجل، وما يصيب على ظهرها من الغنائم وفى بطونها من النتاج خير عاجل، وخص النواصي بالذكر؛ لأن العرب تقول: فلان مبارك الناصية، فيكنّى بها عن الإنسان، والجهاد ماض مع البر والفاجر إلى يوم القيامة، من أجل أنه -صلى الله عليه وسلم- أبقى الخير في نواصي الخيل إلى يوم القيامة، وقد علم أن من أمته أئمة جور لا يعدلون، ويستأثرون بالمغانم، فأوجب هذا الحديث الغزو معهم " (٢)، وفيه إشارة إلى أن الخيل سيبقى لها هذا الوصف إلى يوم القيامة، وإن تبدلت وسائل الحرب كما هو معلوم في عصرنا هذا.

قال الدارمي رحمه الله تعالى: ٢٤٦٤ - (٢) أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ وَعَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَبِي السَّفَر، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:


(١) رجاله ثقات، وأخرجه البخاري حديث (٢٨٥٢) ومسلم حديث (١٨٧٣) وانظر: (اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث ١٢٢٧).
(٢) شرح صحيح البخاري لابن بطال (٥/ ٥٧) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>