للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيه، وحصر الموضوع بداية ونهاية، ومن فقه الخطيب مراعاة أحوال المصلين، وإذا أطال الخطيب توسع القول وتواردت عليه الأفكار، فيخرج عن الموضوع، فيثقل على السامعين حتى يصيبهم الملل، فيضطر الإمام إلى تقصير الصلاة، وربما بحثوا عن خطيب آخر يستمعون خطبته، ويستمتعون بصلاته، وليس المقصود كثرة القول بل المرام إفهام الناس ما ينفعهم وقد يكون التطويل مناسبا لحادثة ما أو موضوع ما.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

١٥٩٦ - (٢) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ ابْنِ سَمُرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: "صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَكَانَتْ صَلَاتُهُ قَصْداً وَخُطْبَتُهُ قَصْداً " (١).

رجال السند:

مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، وأَبُو الأَحْوَصِ، هو سلام، وسِمَاكٌ، صدوق تقدم، وهم أئمة ثقات تقدموا، وجَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ، -رضي الله عنه-.

الشرح:

المراد أن الخطبة والصلاة تكون معتدلة، إطالة وليس تطويلا يمل الناس، ومراعاة الأحوال تجعل الإمام يتجوز أحيانا، أو يطيل بعض الشيء لما يروى من الإقبال على السماع، أما إذا رأى النعاس أو التثاؤب فالقصد أولى.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٣٧٦ - باب الْقُعُودِ بَيْنَ الْخُطْبَتَيْنِ

١٥٩٧ - (١) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ وَهُوَ قَائِمٌ، وَكَانَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا بِجُلُوسٍ " (٢).

رجال السند:

مُسَدَّدٌ، وبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وعُبَيْدُ اللَّهِ، ونَافِعٌ، هم أئمة ثقات تقدموا، وابْنُ عُمَرَ، رضي الله عنهما.


(١) رجاله ثقات، وأخرجه مسلم حديث (٨٦٦).
(٢) رجاله ثقات، وأخرجه البخاري حديث (٩٢٨) ومسلم حديث (٨٦١) وانظر: (اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث ٤٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>