النهب: هو الاختلاس، وذات شرف أي ذات قيمة يستشرف الناس مثلها، ويرغبون في اقتنائها، والمراد بنفي الإيمان نفي أصله كرجل صدق بلسانه دون قلبه، كالمنافقين؛ لأنهم لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، فأبطنوا الكفر وزعموا الإيمان.
أما المسلم فمعه أصل الإيمان؛ صدق بلسانه وقلبه، فلما تدنس بالذنوب، وقصّر في الطاعات من غير إصرار فهو مؤمن ما ابتعد عن الكبائر، فإذا قارفها انتفى عنه كمال الإيمان، ولم يكن في حال الملابسة مؤمنا كامل الإيمان، فالمنتهب لا يكون مؤمنا في وقته ذلك؛ لأنه قبل ذلك الوقت غير مصر فهو مؤمن، وبعد الانتهاب غير مصر، فهو مؤمن تائب، ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: «وَهُوَ حِينَ يَنْتَهِبُهَا مُؤْمِنٌ» وهذا كقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن» سواء بسواء، وهو عام في الغزو وغيره وانظر التالي.
(١) فيه أبو لبيد لمازة بن زبار، سكت عنه ابن ما كولا (الإكمال ٢/ ٥٣) وذكره ابن حجر (لسان الميزان ٣/ ٢٣٧، ونقل عن ابن سعد توثيقه ٣: ٢٧٦، وفي التقريب قال: صدوق) وذكره ابن حبان في الثقات (٥/ ٣٤٥) وأخرجه البخاري من حديث عبد الله بن يزيد -رضي الله عنه-، حديث (٥٥١٦).