للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأنصاري، تابعي ثقة، وتَمِيمُ بْنُ مَحْمُودٍ، لين الحديث، تفرد جعفر بالرواية عنه، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِبْلٍ الأَنْصَارِيِّ، -رضي الله عنه-.

الشرح:

قوله: " وَأَنْ يُوطِنَ " أي: لا يتخذ مكانا واحدا في المسجد، ويجعله موطنا لصلاته، لا يغادره إلى سواه، والحديث فيه تميم بن محمود، فيه لين، وأخرجه النسائي حديث (١١١٢) وابن ماجه حديث (١٤٢٩) وحسنه الألباني عندهما، وأبو داود بطرف منه حديث (٨٩٧) وصححه الألباني. وصلاة الرجل تنبئ عن فقهه فيها ولذلك لما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلا أساء في صلاته قال له: «ارجع فصل، فإنك لم تصل» ثلاثا، فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره، فعلمني، فقال: «إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، وافعل ذلك في صلاتك كلها» (١)، وهذا أقل ما تؤدى به الصلاة، ولذلك ورد النهي عن عدم إقامة الصلب بعد الرفع من الركوع، ونهى عن بسط الذراعين؛ لأنها لا تليق بالمصلي، ولذلك شبهت ببسط الكلب دراعيه تنفيرا، وكذلك السباع تفعل، فكرم المصلي عن التشبه بها، وعن العجلة التي تذهب الخشوع في الصلاة؛ لأن العجلة تؤدي إلى الإخلال بالطمأنينة وهي ركن في الصلاة، ونفّر من عمل بالتشبيه بنقر الغراب، ونهى عن استدامة الجلوس في مكان واحد لا يعدوه إلى غيره؛ لأن ذلك من أسباب الشهرة، بل ينتقل من مكان لآخر.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٢٥٢ - باب الْقَوْلِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ

١٣٦٣ - (١) أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي» والخبر رجاله ثقات، وأخرجه أبو داود على التفصيل حديث (٨٧٤) و كذاك النسائي حديث (١٠٦٩) ونفي النسائي علمه بسماع طلحة بن


(١) البخاري حديث (٧٥٧) ومسلم حديث (٣٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>