للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٥٧٠ - باب لَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ

١٩٥٥ - (١) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْبَزَّازُ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ قَالَ: " سَأَلْنَا عَلِيًّا بِأَيِّ شَيْءٍ بُعِثْتَ؟، قَالَ: بُعِثْتُ بِأَرْبَعٍ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ، وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ، وَلَا يَجْتَمِعُ مُسْلِمٌ وَكَافِرٌ فِي الْحَجِّ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا، وَمَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَهْدٌ فَعَهْدُهُ إِلَى مُدَّتِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَهْدٌ فَهِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ، يَقُولُ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ، أَجَلُهُمْ عِشْرِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ فَاقْتُلُوهُمْ بَعْدَ الأَرْبَعَةِ " (١).

رجال السند:

مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْبَزَّازُ، لا بأس به تقدم، وسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وأَبو إِسْحَاقَ، هما إمامان ثقتان تقدما، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ، هو كوفي مخضرم ثقة، وعَلِيٌّ، -رضي الله عنه-.

الشرح: المراد ما كان من إعلانه سورة براءة، وكانت قبل حجة الوداع، في الموسم الذي حج فيه بالناس أو بكر -رضي الله عنه-، ثم لحقه علي -رضي الله عنه-.

قوله: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ " هذا إخبار أن الجنة ليست لغير المؤمنين بالله ورسوله، فلا يطمع فيها من مات على الكفر.

وقوله: " وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ " كانت عادة المشركين أن يطوفوا عراة الذكور والإناث، ولا يتحرجون من كشف العورات، ولذلك قالت امرأة وهي تطوف عارية:

اليوم يبدو بعضه أو كله … * * * … وما بدا منه فلا أحله

جج

فلا يطوفون في ثيابهم إلا أن يعطيهم الحمس ثيابا، فيعطي الرجال الرجال،

والنساء النساء، وكانت الحمس لا يخرجون من المزدلفة، كان الناس يفيضون من عرفات. وكان الحمس يفيضون من المزدلفة، يقولون: لا نفيض إلا من الحرم، وأنزل الله فيهم {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٢)، والحمس هم: قريش، وبنو عامر بن صعصعة، وثقيف، كان أحدهم


(١) رجاله ثقات، وأخرجه الترمذي حديث (٨٧١، ٨٧٢) وقال: حسن.
(٢) الآية (١٩٩) من سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>