للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرحمن بن إسحاق فإنهما طلبا دمى، وأنا أهون على الله من أن يعذب فيّ أحدا، أشهدك أنهم في حل.

ومنها: باب التوبة، روي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال لرجل: إن للجنة ثمانية أبواب كلها تفتح وتغلق، إلا باب التوبة فإن عليه ملكا موكلا به لا يغلق، فاعمل ولا تيأس. ويمكن أن يكون منها باب المتوكلين: الذين يدخلون الجنة في سبعين ألفا من باب واحد، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، وجوههم كالبدر: الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون، صابرين على ما أصابهم.

ومنها: باب الصابرين لله على المصائب، المحتسبين الذين يقولون عند نزولها: {قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (١) الآية.

ومنها: باب الحافظين فروجهم، والحافظات المستعفّين بالحلال عن الحرام، يريد أن من كان من أهل الصلاة والجهاد والصيام والصدقة أنه يدعى منها كلها، فلا ضرورة عليه في دخوله من أي باب شاء، لاستحالة دخوله منها كلها معا، ولا يصح دخوله إلا من باب واحد، ونداؤه منها كلها؛ إنما هو على سبيل الإكرام، والتخيير له في الدخول من أيها شاء (٢)، اللهم لا تحرمنا فضلك وافتح لنا أبواب الجنة، يا أكرم الأكرمين.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

١٢١٠ - باب مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَنْعَمْ لَا يَبأسُ

٢٨٥٦ - (١) أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثابت (٣)، عن أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ يَنْعَمُ لَا يَبْؤُسُ (٤)، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ، فِي الْجَنَّةِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ» (٥).


(١) من الآية (١٥٦) من سورة القرة.
(٢) شرح صحيح البخاري لابن بطال (٤/ ١٨).
(٣) في بعض النسخ الخطية زيادة " عن أيوب " وهو خطأ.
(٤) من البؤس، أي لا يشقى، وفي بعض الروايات (يبأس) كما في مسلم، أي: لا يصيبه بأس.
(٥) رجاله ثقات، وأخرجه مسلم حديث (٢٨٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>