للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

١٢٣ - باب التَّيَمّمِ مَرَّةً

٧٦١ - (١) حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، ثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ فِي التَّيَمُّمِ: «ضَرْبَةٌ لِلْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ» (١).

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: صَحَّ إِسْنَادُهُ.

رجال السند:

عَفَّانُ، هو ابن مسلم، وأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، وقَتَادَةُ، هو ابن دعامة، هم أئمة ثقات تقدموا، وعَزْرَةُ، هو ابن عبد الرحمن بن زرارة ثقة تقدم، وسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ أَبْزَى، كوفي تابعي ثقة، وأبوه، عبد الرحمن ابن أبزى من صغار الصحابة -رضي الله عنه-، وعَمَّارُ ابْنُ يَاسِرٍ، -رضي الله عنه-.

الشرح:

أصل هذا ما كان من عمر وعمار رضي الله عنهما، وفيه " أن رجلا أتى عمر، فقال: إني أجنبت فلم أجد ماء فقال: لا تصل، فقال عمار: أما تذكر يا أمير المؤمنين، إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماء، فأما أنت فلم تصل، وأما أنا فتمعكت في التراب وصليت، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض، ثم تنفخ، ثم تمسح بهما وجهك، وكفيك» فقال عمر: اتق الله يا عمار قال: إن شئت لم أحدث به " وفي رواية: " فقال عمر: نوليك ما توليت " (٢)، واستنادا إلى هذه الرواية يكفي في التيمم ضربة واحدة في صعيد طيب للوجه والكفين، ومن جعل ضربة للوجه وضربة للكفين فجائز ولا حرج.

وقد كان عمر -رضي الله عنه- يرى من أحدث ولم يجد الماء فلا يصلي حتى يجد الماء، ولم يذكر ما جرى له هو وعمار رضي الله عنهما، ولا سؤال الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الحكم، ولم يكذب عمارا -رضي الله عنه-، وإنما أراد منه الضبط لما يروي والتحقق مما يسنده إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وطاعة لولي الأمر قال عمار -رضي الله عنه-: " إن شئت لم أحدث به إن شئت لم أحدث به"،


(١) رجاله ثقات، أخرجه البخاري حديث (٣٤١).
(٢) انظر مسلم حديث (٣٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>