للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٤٩٦ - (٣٤) أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: " مَا كَتَبْتُ سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ، وَلَا اسْتَعَدْتُ حَدِيثاً مِنْ إِنْسَانٍ" (١).

رجال السند:

مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، هو النهدي، إمام ثقة تقدم، ومُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، هو ابن غزوان، صدوق رمي بالتشيع، وابْنُ شُبْرُمَةَ، هو عبد الله إمام ثقة، والشَّعْبِيُّ، هو عامر تابعي إمام.

الشرح:

المراد أنه يحفظ كل ما يسمع، وهذا الصنف من العلماء لم يشتغلوا بالدنيا، خدموا كتاب الله -عز وجل-، سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قولا وعملا، فمنحهم الله -عز وجل- العون والمدد، والشعبي رحمه الله من التابعين، ولنأخذ مثلا من الصحابة -رضي الله عنهم- أبو هريرة الدوسي الزهراني لم يكن يكتب، وحفظ كل ما سمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكذلك عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- كان يحفظ ما يسمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإذا لم يحضر سأل من حضر عما قال رسول الله، وفعل (٢)، ومن أتباع التابعين الإمام البخاري رحمه الله كان بسمرقند أربعمائة محدث فتجمعوا وأحبوا أن يغالطوا محمد بن إسماعيل فأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق وإسناد العراق في إسناد الشام وإسناد الحرم في إسناد اليمن فما استطاعوا مع ذلك أن يتعلقوا عليه بسقطة، فقد رد كل إسناد إلى مكانه الصحيح (٣) وقد تلا هؤلاء الأفذاذ أفذاذٌ كُثُر ولن يخلو منهم عصر، فهذه الأمة مباركة إلى أن تقوم الساعة.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٤٣ - بابٌ مَنْ رَخَّصَ في كِتَابَةِ الْعِلْمِ:

٤٩٧ - (١) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ وَهْبِ ابْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَخِيهِ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- يَقُولُ:


(١) رجاله ثقات.
(٢) الإبانة لابن بطة حديث (٧٦).
(٣) فتح الباري لابن حجر ١/ ٤٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>