للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشرح::

المراد أن الإيمان تتفاوت درجاته، والناس ليسوا سواء في الإيمان، فمن الناس من يؤمن بالغيب إيمانا قطعيا لا يعتريه شك أبد، ومنهم دون ذلك، فكل ما غاب عنه كحيات البرزخ، ويوم القيامة والحساب والجنة والنار، فمن كمال إيمانه بهذه الغيبيات يؤمن بها كأنها بين يديه يراها رأي العين، فأين هذا من المتشكك، وقد ظهر زنادقة في هذا العصر الشاكون في ما وعد الله -عز وجل- عباده، بل ويشككون الناس، فالويل لهم من عذاب أليم إن لم يتوبوا، وويل لمن لم يأخذ على أيديهم من ولاة أمر المسلمين.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

١١٨٧ - بابٌ فِي الرِّفْقِ

٢٨٣٠ - (١) أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثَنَا حَمَّادٌ - هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ - عَنْ يُونُسَ، وَحُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِى عَلَيْهِ مَا لَا يُعْطِى عَلَى الْعُنْفِ» (١).

رجال السند:

حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، وحَمَّادٌ بْنُ سَلَمَةَ، ويُونُسٌ، هو ابن عبيد، وَحُمَيْدٌ، هو الطويل، والْحَسَنُ، هو البصري، هم أئمة ثقات تقدموا، وعَبْدُ اللَّهِ ابْنُ مُغَفَّلٍ، -رضي الله عنه-.

الشرح:

الرفق عام في كل شيء، قال البيضاوي رحمه الله: " الرفق": ضد العنف، وهو اللطف، وأخذ الأمر بأحسن الوجوه وأيسرها، ومعنى أن الله رفيق: أنه لطيف بعباده، يريد بهم اليسر، ولا يريد بهم العسر، والظاهر: أنه لا يجوز إطلاقه على الله تعالى اسما؛ لأنه لم يتواتر، ولم يستعمل هاهنا أيضا على قصد الإسمية، وإنما أخبر به عنه تمهيدا للحكم الذي بعده، وكأنه قال: إن يرفق عباده في أمورهم، فيعطيهم بالرفق ما لا يعطيهم على ما سواه.

وإنما ذكر قوله: «وما لا يعطي على ما سواه» بعد قوله: «ما لا يعطي على العنف» ليدل على أن الرفق أنجح الأسباب كلها، وأنفعها بأسرها ".


(١) ليس في بعض النسخ الخطية "معقل ".

<<  <  ج: ص:  >  >>